Studies
يونيو 2022

يا مرحبا السعودية (الترحيب في المملكة .. من سالف الزمن وحتى الحاضر)

يتناول البحث أهمية الضيافة في ثقافة المملكة العربية السعودية، وانعكاس ذلك على ثراء طقوس الترحيب وتنوّع عباراته وتعدُّد صيغ تعبيره اللفظية والجسدية.

يستهل البحث محاوره عبر مقدمة تاريخية تربط بين ثقافة الترحيب في المملكة اليوم وبين قيمة الكرم لدى عرب الجزيرة قبل آلاف السنين. وفيما يلي ذلك يتناول البحث طقوس الترحيب عبر مختلف مراحل الضيافة، بدءاً من مراسم الدعوة والاستقبال، وعبارات الترحيب عند استقبال الضيف، وتعابير الترحيب الجسدية، وطقوس تقديم التمر والقهوة، وأهم مراسم التقليط والتوديع. ثم يخصص محوراً لأشهر الأمثال والحكم الشعبية المرتبطة بثقافة الترحيب في المملكة، بالإضافة إلى مقارنة بين عادات الترحيب في المملكة وبين بقية شعوب العالم، وأخيراً يختم البحث بأمثلة لأشهر عبارات الترحيب ومعانيها في مختلف مناطق المملكة.

مصدر الصورة:
قد تواجه بعض المشاكل في التصفح عبر الجوال عند وجود جداول في المنشور، ولتصفح أفضل ؛ ننصحك بالتصفح عبر شاشة أكبر أو التصفح بعرض الشاشة.

١) مقدمة

     يمثل إكرام الضيف قيمة إنسانية مشتركة لدى العديد من الشعوب، ولغة عالمية تقرّب بين الغرباء حتى دون تبادل كلمة، فمنذ عصور البشرية الأولى، حالت ظروف الحياة الصعبة دون تكديس الفائض وتخزين الثروات، فصار الإغداق على الآخرين ومشاركتهم وسيلةَ الناس لكسب الوجاهة الاجتماعية والتعبير عن الثراء، ومن ذلك نشأت عادة المعاقرة لدى عرب الجاهلية، حيث يتباهى الأثرياء أيهم يعقر أكبر عدد من الإبل لضيوفه <span class="tooltip">(1)<span class="tooltiptext">كتاب الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور - د. سعد الصويان</span></span>، وهي ممارسة تتشابه مع عادة “البوتلاتش” لدى شعوب أمريكا الشمالية، التي حكى عنها العالم الأنثروبولوجي مارسيل موس، كما تتناوب العديد من الشعوب القديمة على إكرام بعضها البعض حسب اقتصاد المهاداة، كما يسميه موس، والذي يقتضي أن يعطي الإنسان حين يكون قادراً لكي يحق له أن يأخذ حين يكون محتاجاً <span class="tooltip">(2)<span class="tooltiptext"> كتاب بحث في الهبة: شكل التبادل وعلته في المجتمعات القديمة - مارسيل موس </span></span>، وهذا المفهوم لا زال مشتركاً اليوم لدى العديد من المجتمعات التقليدية، إذ يشكّل اقتصاداً أخلاقياً ناجعاً، لا تقتصر منفعته على تدوير الثروات، بل إنه يزيد أيضاً من أواصر الروابط الاجتماعية بين أفراد تلك المجتمعات.

    إلى جانب تلك اللغة العالمية المشتركة، فقد تميزت الجزيرة العربية بتقدير إضافي للضيف، حتى طغت العوامل الاجتماعية على المنافع الاقتصادية في المبادلات، ويعود ذلك في جزء منه إلى بيئة الصحراء القاسية، وشح مواردها، وطبيعة الحياة الرعوية المتنقلة لأبناء الجزيرة العربية، والتي تفرض قدراً إضافياً من العناية بالآخرين، وإظهار حسن النية لهم حتى يبادلوهم السلم والسخاء عند الحاجة، ولا يقتصر حق الضيف على الطعام والشراب، بل يشمل كذلك الحماية وحق المبيت ثلاثة أيام، ويعد ذلك جزءاً من القانون العرفي أو القانون العشائري الذي يسمى اصطلاحاً “سلوم العرب”، والتي تشكّل مجموع السنن والأعراف والقوانين التي تحدد قواعد التعاملات الفردية والجماعية داخل القبيلة وبين القبائل أو بين البدو والحضر، والتي يحرم خرقها حتى بين أشد الأعداء، فتقدم للضيف الضيافة والحماية حتى لو كان عدواً طالما أنه نزل بالبيت، ومن الأمثلة على ذلك قصة زوجة مسعود بن عمرو التي استضافت عدوه عبيد الله بن زياد لإنقاذه من زوجها وإلزامه بحق الضيف في الحماية <span class="tooltip">(3)<span class="tooltiptext"> نفس المصدر الأول</span></span>.

   وقد تناقل العرب العديد من العادات والطقوس المرتبطة بتوثيق الكرم وأساليب دعوة الضيف والترحيب به، ومن تلك العادات لدى عرب الجاهلية أنهم إذا نحروا للضيف يخضبون رقبة دابته بدماء الذبيحة، حتى إذا لاقى قوماً في طريقه يحكي لهم عن جود وكرم مضيفيه <span class="tooltip">(4)<span class="tooltiptext"> كتاب الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور - د. سعد الصويان</span></span>، والعديد من هذه العادات والطقوس أصبحت أشبه برسائل، سواء لفظية أو جسدية، يتبادلها المضيف مع ضيوفه، وتنضوي تحت هذه الرسائل العديد من القيم، مثل قيمة احترام الكبير، وتحمل المسؤولية الاجتماعية، وحس الإيثار والتسامح، وبناء المجتمع المتجانس، التي تضبط المجتمع، ففكرة أن الإنسان يُعرف بسمعته تلزم جميع أفراد المجتمع بالحفاظ على حفاوتهم بضيوفهم، بحكم أن هذا هو المقياس الأكبر للسمعة، وفي المقابل فإن البخل صفة تخلّد صاحبها بالذم والهجاء، ومن يمتنع عن مد يد العون للمحتاج وإكرام الضيف يعرض نفسه للعار والنبذ، وبالتالي ليس مستنكراً في العرف الاجتماعي أن يضطر أحدهم للاستدانة حتى يُكرمَ ضيفه.

   إنّ أحد أهم أوجه هذا الكرم هي طقوس الترحيب التي منحها العرب بالخصوص أهمية بالغة، حيث تبدأ هذه الطقوس من التحية التي يوجهها المضيف لضيفه، والمشتقة لغوياً من جذر (ح، ي، ي) الذي يعني الحياة ضد الموت، كما ورد في لسان العرب. وذكر ابن منظور أن السلام هو التحية، "وحيّاه تحيّة: قال له حياك الله أي أطال عمرك – سلّم عليه، حياه الله: أبقاه." "وأهلا وسهلا كلمة ترحيب تعني صادفت أهلا لا غرباء ووطئت سهلاً لا وعراً." <span class="tooltip">(5)<span class="tooltiptext"> مقال: التحية سلوك ثقافي يعبر عن قيم تختلف باختلاف الشعوب - د. محمد الجويلي</span></span>وهذه العبارات تلخص سلوك العرب ومنهجهم في الترحيب الذي يمنح الضيف الأمن والسلام ويعكس البيئة التي نظمت حياتهم وربطت بين الأهل والغرباء وبين السهل والوعر، ولا عجب أن تكون مستمرة حتى اليوم بذات الصيغة وأن تُشتق منها عدة صيغ ترحيب مشابهة لا زالت مشتركة وشائعة في الجزيرة العربية خصوصاً. ولا تقتصر هذه الصيغ على أشكال التعبير اللفظية، فكل ما يقوم به المضيف تجاه ضيفه هو رسالة ترحيبية لها معناها ووزنها، سواء عبر عنها بلغة جسده التي تشمل كل حركاته وسكناته، إضافة إلى مظهره وهندامه، أو حتى شكل مجلسه ورائحته ونظافته.

   ورغم أن أسلوب الترحيب العملي الحديث يميل إلى التبسّط والتخفف من الالتزامات الاجتماعية ورفع الكلفة، إلا أن هناك الكثير من الشواهد على أنه يتصل بأسلوب ترحيب العرب بضيوفهم منذ أيام الجاهلية، والذي عززه الإسلام بحوافز الأجر والثواب، وما زالت العديد من مراسمه وثيقة الارتباط بالأصل. ففي الثقافة السعودية اليوم يسمى المضيف بالمعزّب، وهي كلمة فصيحة وردت في معاجم اللغة، وفي لسان العرب لابن منظور حديث مطول عنها جاء من ضمنه: “مُعَزِّبةُ الرجل امرأته، يأوي إِليها فتقوم بإِصلاح طعامه”، لقد تحول الكرم من مجرد تبادل عملي تفرضه طبيعة الحياة البدوية إلى عادة متأصلة وقيمة اجتماعية متوارثة، ثم أصبح طبعاً شخصياً وسمة مشتركة لدى أبناء الجزيرة، يقومون بها بشكل غريزي أينما حلّوا ومهما كان أصل ضيفهم ومهما كان مرجعهم. وسنتناول فيما يلي أبرز ملامح هذا الموروث الجمعي بالترتيب، حسب كل مرحلة من مراحل الضيافة، منذ المبادرة بدعوة الضيف وحتى ما بعد توديعه.

٢) مراسم الدعوة والاستقبال

   تبدأ الضيافة في السعودية من الدعوة التي يوجهها المعزب للمدعوين، والتي تحمل قدراً كبيراً من الإصرار والجدية، وترد في صيغة جازمة لا تخيّر الضيف ولا تتيح مجالاً لرد الدعوة، مثل “عشاك عندنا الليلة”. ومن الشائع ألا يقبل المعزب رفض المدعوين واعتذارهم عن المجيء، ويلحّ عليهم ويقسم بعبارات مثل “حلفت عليك” أو “عليّ بالحرام”، وتتكرر هذه العبارات حتى يقبل المدعو أو يقدم عذراً طارئاً، مع وعود بأن يؤجل الدعوة لوقت آخر أنسب، ويؤكد هذا المنهج الصارم في الدعوة معنى مهماً من المعاني الملازمة للكرم في الجزيرة العربية، إذ يفيد أن الضيف هو من يقدم معروفاً للمعزب بقبوله دعوتَه وليس العكس، فحين يقبل الدعوة فإنه يمنح المعزب فرصة لأن يؤدي “الواجب” أو “الموجوب” أو “الحق” الذي يملكه الضيف، ويؤكد أن المعزب لم يتقاعس عن حمل تراث أسلافه أو يقصّر في هذا الواجب المتوارث، وذلك الواجب قد يستمر ثلاث ليالٍ متواصلة، تقدم خلالها للضيف جميع الوجبات من غداء وعشاء، وتعقر الذبائح ليلاً ونهاراً طوال فترة إقامته <span class="tooltip">(6)<span class="tooltiptext"> مقال: التغيرات في مراسيم الضيافة الاجتماعية - ناصر الحجيلان</span></span>.

  كما أن الدعوة لا يشترط أن تكون خاصة وموجهة لكل شخص باسمه، فمن عادة الكثير من البيوت إذا كانت لديهم مناسبة سعيدة كاحتفال بالزواج أو في الأعياد، خصوصاً في التجمعات المدنية الصغيرة التي يعرف فيها الجميع بعضهم البعض، يكفي فقط أن يعلقوا إضاءات على البيت ويتركوا الأبواب مشرعة، ويكون ذلك بمثابة دعوة للجميع لحضور الوليمة، بما يشمل عابري السبيل الذين لم يسبق لهم التعرّف على أهل البيت، وحين يوصف مجلس أحدهم بأنه مجلس مفتوح فإن هذا يعد دلالة على الكرم الذي يرتبط بمكانة اجتماعية بارزة. وما زال هذا موجوداً في المدن كاستمرارية لما يسمّيه أهل البادية بالمقام أو المزَيّن أو مصَنّع، إذ كانوا يرفعون راية أمام البيت ويوقدون ناراً كبيرة يطبخون عليها وتنير ظلمة الليلة، فلا تشكّل فقط مصدراً للدفء يجذب العابرين في ليالي الصحراء الباردة، بل يستدل المسافرون كذلك من الدخان على أن هناك طعاماً يُعد، حتى صارت كثرة الرماد أمام البيت دلالة على كرم أهله <span class="tooltip">(7)<span class="tooltiptext"> كتاب الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور - د. سعد الصويان</span></span>.

  وما زال شائعاً في العديد من المدن والقرى السعودية أن يضم استقبال الضيف نوعاً من الاحتفال الغنائي والفنون الأدائية، ما بين العرضة النجدية والجنوبية، والدحة في الشمال، ورقصة المزمار في المنطقة الغربية، ورقصة الليوة في الشرقية، وتخدم هذه الفنون عدة وظائف: فأولاً يستأنس بها الضيوف عند دخولهم، وثانياً يسمع العابرون أصوات الغناء فيستدلون على مكان الفرح، وثالثاً أن القصائد والأشعار المغناة أو الملقاة تتضمن مآثر القبيلة، فتبث الإحساس بروح الجماعة، وتحيي مبادئ الكرم والإيثار التي عاش بها أسلافهم، بهدف أن ترفع ذكرهم بين القبائل، ولهذا فإن إجراءات الاستقبال تتم وفق أصول محددة تصبح بمثابة قوانين تتميز بها كل منطقة أو جماعة. ويرتدي المؤدون في هذه الفنون لباسًا خاصًّا يميز المنطقة والقبيلة، ويستعرضون مهاراتهم بالأسلحة التي تُكسب المهابة وتطرب النفوس، وفي الوقت الحالي قد يستأجر المعزب بعض الفرق الشعبية التي تؤدي هذه الفنون الأدائية بمهارة وخبرة، خصوصاً في المناسبات الكبيرة التي تتم في القاعات والخيام الواسعة.

٣) عبارات الترحيب

  تتنوع عبارات الترحيب تنوعاً كبيراً بين كل منطقة وأخرى، وبين الحاضرة والبادية، وبين المدن والقرى، إلا أن الكثير منها مشتركة على امتداد المملكة. فبعد أن شُقت الطرق وتسهلت حركة التنقل، أدّى ازدهار الهجرة الداخلية في المملكة إلى انتشار العبارات من منطقة إلى أخرى، وبين المدن والقرى، ومن البادية إلى الحاضرة والعكس؛ ولأن أهل الجنوب كانوا الأنشط تنقلاً وانتشاراً في مختلف مناطق المملكة، بحكم العمل العسكري أولاً، وثانياً باعتبار تأخر الطفرة الاقتصادية في الجنوب مقارنة ببقية المناطق مما شكل لهم حافزاً للهجرة، فقد كان لهذا أثر بالغ في انتشار العبارات الخاصة بهم وتسللها إلى معظم اللهجات السعودية الأخرى، ومن أشهر هذه العبارات: "يا هلا بكم من ممشاكم إلى ملفاكم"، و"حياكم الله وحيّا من حضر، حياكم عداد الشجر والحجر"، ”أسفرت وأنورت، واستهلت وأمطرت"، و”مرحباً ألف”، أو “مرحبا مليون”، و”حياكم الله على قلّ الكلافة”، و”حللتم هلا ووطئتم سهلا”، و“بالسنة عيدين وهذا الثالث"، و"يا هلا ويا غلا عداد ما بين الأرض والسما". وفي بعض المناطق الجنوبية يقال: "مرحباً هيل، عداد السيل"، وعند استضافة ضيوف قادمين من مسافات بعيدة يقال: “حياكم الله عداد ما مشيتم عليه” أو ”أرحبوا عداد خطاكم”، أو “يا مرحبا فيكم عداد ما سرتم”. ويظهر المعزب بهذه العبارات اعتياده على الضيافة وإلمامه بآدابها، فيتفنن في تقديم أكبر قدر من التنويعات عليها، ويرد الضيف بدوره بعبارات متنوعة مثل “الله يحيّيك ويبقيك” و”سلمت”. وحين يقال له: ”شرّفت وأنورت” يرد: “النور نورك”، أو “بوجودك” لإظهار امتنانه لهذا الترحيب الحار ومبادلته معزّبه مشاعر التقدير والحفاوة.

  ومن أهم جماليات الترحيب تكرار مرادفات البركة وربطها بقدوم الضيف، فتقال عبارات مثل “زارتنا البركة”، و“بارك الله وجوه الخير”، و“بارك الله الحاضرين”، وهذا الربط بين الضيف والبركة يظهر رغبة في دوام العلاقة ونية تكرار الدعوة مرة أخرى <span class="tooltip">(8)<span class="tooltiptext"> كتاب صدى لهجات المجالس - عبد الرحمن بن زيد السويداء</span></span>، كما يُلاحَظ في الكثير من عبارات الترحيب الربط بين مقدم الضيف وحضور المطر، كاستعارة مجازية لقيمة البركة أيضاً، وترتبط أهمية هذا المجاز بالفرحة العارمة التي يعيشها أهل الصحراء مع تباشير المطر نظراً للخير والوفرة التي يجلبها، ويوحي هذا المجاز للضيف بأنه لم يكلف على أهل الوليمة شيئاً، بل هو من أكرمهم بجلب الخير والرزق معه، ومن أشهر هذه العبارات: “يا هلا بالطَّش والرَّش”، فالطشّ هو صوت نزول المطر في بدايته، والرش هو أول المطر حين يكون خفيفاً، وهما كلمتان فصيحتان وردتا في المعجم الوسيط: “(طَشَّت) السماء طَشًّا وطَشِيشاً: أمطرت مطراً ضعيفاً. و(الطّشَاشُ) من المطر: الرَّشَاش وهو دون الوابل وفوق الرّذَاذ. ورَشَّت السماء رَشًّا: أمطرت، أو جاءت بالرَّشّ. والرّشّ: الرّشاش، وهو المطر الخفيف وجمعه رِشاش” <span class="tooltip">(9)<span class="tooltiptext"> مقال يا هلا بالطَّشّ والرّشّ - أ.د عبد الله الدايل</span></span>.

  واللافت في معظم عبارات الترحيب في السعودية أننا نرى فيها أثراً لأصلها الفصيح، وفي ذلك تأكيد على أنّها تحمل امتداداً واستمرارية لطقوس الكرم عند العرب القدماء، فتتكرر كثيراً عبارة “يالله حَيّهم” أثناء جلوس الضيوف أو عند تقديم الطعام والشراب أو بين الأحاديث، وقد سبق أن ذكرها الشاعر الأخطل حين قال:

تَمُرُّ بها الأيدي سَنيحاً وبارِحاً | وتُوضَع باللّهُمَّ حيَّ وتُحمَلُ

والمعنى أن الشراب كان يقدم يميناً وشمالاً مصحوباً بكلمة الترحيب “اللهم حيَّ”، وهي نفسها “يالله حيهم” ولكن حُذفت الميم للتخفيف <span class="tooltip">(10)<span class="tooltiptext"> كتاب الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور - د. سعد الصويان</span></span>، ومن العادة أن يستمر الترحيب بالضيف بهذه العبارة وغيرها حتى بعد أن يحتل موضعه من المجلس وعلى امتداد فترة الضيافة، ويهدف هذا التكرار إلى إبداء السعادة ببقاء الضيف وتجديد الحفاوة به كما لو أنه وصل للتو، وإشعاره بالرغبة في مكوثه مدة أطول، وقد يخصُّ الترحيب ضيفاً بعينه مثل “حيّ الله أبو فلان”، أو يواظب المعزب على الترحيب بالضيوف كلاً باسمه على التوالي، وقد يطلق عبارات ترحيب تشمل الجميع مثل “حيّ الله الجميع”، و”حيّ الله الوجوه الطيبة”، و“دامت علينا صحبة وجوه الخير”، و”شكر الله مساعيكم” <span class="tooltip">(11)<span class="tooltiptext"> كتاب صدى لهجات المجالس - عبد الرحمن بن زيد السويداء</span></span>.

  ومن آداب الترحيب أن يدعو المعزب ضيفه ليأخذ راحته بعبارات مثل “البيت بيتك”، و”اعتبرنا مثل أهلك”، في تجسيد صريح للبيت الشهير:

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا | نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزل

وهو البيت الذي يستخدم أحياناً كوسيلة من وسائل الترحيب، ومن ذلك ألا يشكو المعزب من فقر أو مرض لأن ذلك قد يثقل على نفس الضيف، كما يجب ألا ينعس ولا يتثاءب، أو يبدي سوء المزاج ويرفع صوته، بل يترفق المعزب مع ضيفه بالحديث ويمنحه مساحة للكلام دون مقاطعته، ويحرص المعزّب أن يسدي للضيف المشورة إذا استشاره، ويفصّل له في الجواب إذا سأله، ويغدق له في العطاء إذا طلبه.

٤) يا مرحبا .. بلغة الجسد

  بمجرد أن يصل الضيف يتم الترحيب به قبل دخوله، وذلك ما يمنح الانطباع الأول قبل أن يتم الترحيب به لفظياً، ولذلك لا تقل لغة الجسد أهمية عن الترحيبات اللفظية عند استقبال الضيف، ومن ذلك اهتمام المعزب بحسن ملبسه، وعند بعض القبائل يدل خروج المعزب حافياً لاستقبال الضيف على مدى تقديره للضيف، ومن هذا المعنى جاءت كلمة (الحفاوة)، إذ يؤكد المضيف تحمله لحرارة الأرض أو برودتها ونسيانه لنفسه من فرط سعادته بوصول الضيف.

  وتكون روائح العود والبخور جزءاً مهماً من حفاوة الاستقبال، كما تخصص للمجالس أفخم قطع الأثاث والديكورات والإنارات، وتُولى نظافتها عناية كبيرة ودقيقة حتى تبقى دائماً مهيأة في أبهى حلة، كما يحرص المعزب على أن يضع ضيفه في صدر المجلس، والذي سُمي في العرف صدراً لأن من يجلس فيه يتصدر المكانة العليا.

  وعادة ما يتبع الترحيب بالمصافحة، ويضاف إليها التقبيل على خد واحد أو الخدين إذا كان قد مر وقت على آخر لقاء بين الضيف والمعزب، خاصة إذا كان من العائلة أو صديقاً مقرباً، وفي بعض القبائل تكون هناك قبلة الأنف، التي تترافق مع عبارة “خشمك”، وتكون بإلصاق الأنفين بعضهما ببعض، وإصدار صوت القبلة بالفم، وهي دلالة على الود وزوال الكلفة بين الضيف والمعزب، إذ يرمز الأنف عند العرب إلى عزة النفس والكبرياء والشموخ، فيقال عن الشخص المغرور بأنه “رافع خشمه”، كما أن هناك قبلة الأنف بالفم بغرض إبداء التبجيل والاحترام، وعادةً ما تُطبع على أنوف كبار السن أو ذوي المكانة الاجتماعية المرموقة، وتعقبها قبلة على الرأس أو الجبين، ويحدث أن يتبارى الضيف والمعزب في تقبيل رأس أو أنف الآخر إذا كانا متقاربين في المكانة، وتتبع هذه المراسم في كثير من الأحيان قواعد صارمة لأنها توضح قدر الضيف، الذي قد يمتنع عن الدخول إن لم يشعر بالتقدير الكافي، ولهذا تتبع عبارات الترحيب كذلك صيغاً لغوياً محددة إذ إنها امتداد لتلك القواعد.

  ولا ينتهي الترحيب بالضيوف عند ترديد العبارات، بل يجب أن يترافق مع قدر كبير من البشر والبشاشة، لرفع أي شعور بالحرج وحث الضيف على الاسترخاء، فمن المهم ألا يشعر الضيف بأن استضافته مجرد تأدية لواجب أو مهمة ثقيلة، بل تتسم كل حركات المعزب باللباقة والسماحة وإبداء حسن النية وطيب الخاطر، ولا يقل أهمية عن ذلك مؤانسة الضيف بالقصص والقصائد لتسليته، والترويح عنه بالطرائف لإزالة وحشته، ومباشرته بسؤاله عن أحواله للاطمئنان على صحته وحاجاته، خصوصاً إذا كان على سفر، وكذلك السؤال عن حال أهله وعياله.

٤) القهوة والتمر

  من الثوابت في طقوس الضيافة السعودية في مختلف مناطقها تقديم القهوة والتمر للضيوف حال وصولهم، ولا تُرفع من أمام الضيف طيلة فترة الاستضافة، ومن أشكال الترحيب غير اللفظية أن يحاول البعض أن يبدي كرمه بكبر حجم الدلة، وسعة الفناجين، وإضافة مطيّبات للقهوة لا يملكها معظم الناس، حتى صارت “قهوة الشيوخ” تسمّى بذلك لكثرة نكهاتها <span class="tooltip">(12)<span class="tooltiptext"> كتاب الذاكرة الشعبية - د. عبدالرحمن الشقير</span></span>، ولم تقتصر رمزية حجم الدلال على البيوت، بل انتشرت في المملكة ظاهرة تزيين مداخل القرى والمدن الصغيرة بمجسمات لدلال وفناجين قهوة كبيرة للترحيب بالزائرين والتعبير عن كرم سكّان المكان، ورغم أن الدعوة إلى شرب فنجان قهوة لا تقتضي بالضرورة الجلوس لتناول الطعام، إلا أن من دلالات الكرم أن يحرص المعزّب على إبقاء ضيوفه حتى العشاء، حتى شاع استخدام عبارة “القهوة عند فلان”، أو “تقهو عندنا”، بمعنى الاستضافة للعشاء، خصوصاً أنها تقدم مرة أخرى بعد تناول الطعام.

  يحرص المعزب على أن يصنع القهوة بنفسه، ويحرص كذلك على تقديمها بنفسه أو يأمر أحد أبنائه بذلك، وفي المناسبات الكبيرة قد يستأجر البعض “مقهوي” وظيفته الحرص على إبقاء الفناجين ممتلئة، وعادة ما يوجهه المعزب بنفسه لمتابعة الضيوف، وما زالت عادات تقديم القهوة تشكّل لغة رسائل صامتة بين المعزب والضيف، تظهر تقدير كل واحد للآخر وتلطف بينهما وتوضح مقدار اكتفاء أو حاجة الضيف للمزيد، وأوّل هذه الرسائل هو التعجيل بصب القهوة لإبداء الحرص على إكرام الضيف، إذ إنّ من العرف أن فنجان القهوة لا يقدّم إلا لمن يستحقه ممن يتحلون بالمروءة والشجاعة. وتقدم القهوة أولاً للضيوف الأكبر سناً أو الأعلى مكانة في المجلس، أو تقدم للضيوف من اليمين حسب ترتيب جلوسهم. ويشكل اليمين عموماً أهمية كبيرة في إظهار الاحترام والتقدير عند العرب قبل الإسلام، وبعده تبعاً للأحاديث النبوية. ومن العادات الثابتة تبعاً لذلك أن يمسك المعزب أو المقهوي الدلة باليد اليسرى والفنجان باليد اليمنى، لأن من المعيب أن يقدم الفنجان للضيف بيسراه <span class="tooltip">(13)<span class="tooltiptext"> نفس المصدر السابق</span></span>.

  وتشمل الرسائل الترحيبية عند تقديم القهوة أن يقف المقهوي على مسافة من الضيف احتراماً، وينحني بجسده ووجهه قليلاً نحو الضيف عند الصب؛ ليضمن عدم انسكاب الفنجان بالخطأ، ومن المهم ألا يملأ الفنجان حتى أكثر من نصفه في الجنوب، وحتى ثلثه أو ربعه في نجد، وتقل النسبة كلما اتجهنا شمالاً، حتى يجعلها البعض في ثلاث رشفات، ولا يرجع هذا إلى التقتير على الضيف بل يكون بهدف أن تُشرب القهوة ساخنة، وكي لا يوحي المعزب بضجره من تعبئة الفنجان للضيف مرة تلو مرة، أما الضيف في المقابل فيعتدل في جلسته لتناول القهوة، وعندما يكتفي يقوم بهز الفنجان أو يغطيه بيده، وإلا فعلى المعزب أو المقهوي أن يواصل الصب برحابة صدر، مردداً المزيد من عبارات الترحيب، بينما يرد الضيف “تسلم” و“اكرم” عند استلام الفنجان، أو “بس” عند الاكتفاء. وعلى الآخر أن يعزم على الضيف أن يتناول فنجاناً آخر كلما اكتفى ليبدي حرصه على إكرامه، وهذه الطقوس وإن كانت بسيطة في ظاهرها إلا أنها تترك أثراً مهماً في إشعار الضيف بالتقدير <span class="tooltip">(14)<span class="tooltiptext"> كتاب الذاكرة الشعبية - د. عبدالرحمن الشقير</span></span>.

  ويقدم التمر بالتزامن مع أول فنجان قهوة، ليخفف من مرارتها، وتختلف أنواع التمور في المملكة حسب المناطق، ما بين السكري في القصيم، والخلاص في الأحساء، والعجوة في المدينة المنورة، وتتنوع في أحجامها وألوانها وأشكالها، كما تتفاوت في درجة فخامتها، لكن جرت العادة ألا يُقدم للضيف إلا أحسن المتوفر منها، مما يمثل رسالة ترحيب مهمة؛ ولهذا يتفاخر الناس بكثرة أنواع نخيل التمور التي يملكونها، والتي قد تصل في المزارع الكبيرة إلى أكثر من ثلاثين نوعاً، ويكون ذلك التفاخر لا بهدف جني الربح منها، بل لكونها مصدراً لإطعام الضيف.

  وتوزع التمور في صحون متفاوتة الحجم بحسب المناسبة أو مكانة الضيف، مع ضرورة توفير وعاء صغير لوضع نوى التمر فيه، كما يتفنن البعض في إعداد حلوى تصنع أحياناً من التمر، وترافق القهوة السعودية إلى جانب التمر، وتكون عادة بحجم قضمة واحدة حتى لا تعيق حمل فنجان القهوة.

٥) التقليط

  يعد “التقليط” أو الدعوة لوليمة الطعام هو الحدث الرئيس في الضيافة السعودية، ومن دونها يعتبر المعزب كأنه لم يقم بالواجب ولم يكرم الضيف كما يجب، حتى أن البعض يفاجئ الضيف بوليمة رغم إصراره على عدم حاجته للطعام خشية أن يكلّف على معزّبه، ويبدأ التقليط بوقوف المعزّب في المجلس وينادي على الضيوف بصوت جهوري أن يقبلوا لتناول الطعام، ويكون ذلك بعبارات مثل “اقلطوا” أو “تفضلوا” وغيرها من صيغ الطلب التي لا تخيّر الضيف ولا تقبل امتناعاً عن تلبية الدعوة، ويتقدم الضيوف حسب مكانتهم أو كبر سنهم أو حسب الترتيب من اليمين إذا تساووا في السن والمكانة، وطوال مدة نهوضهم وحتى جلوسهم على المائدة يكرر المعزب وذووه عبارات الترحيب، وقد يعرّف بالمناسبة ثم يطلب منهم أن يسمّوا بالله ويمدوا أيديهم إلى الطعام، ولا يجلس المعزّب وأهل بيته حتى يتأكدوا من جلوس جميع الضيوف على المائدة، وعند بعض القبائل يظل المعزّب واقفاً هو وأولاده وإخوته ليخدم الضيوف ويقدم لهم الماء ويحثهم على الاستزادة من الأكل، وقد يسليهم بالأحاديث ليؤنسهم أثناء تناولهم الطعام <span class="tooltip">(15)<span class="tooltiptext"> مقال: التغيرات في مراسيم الضيافة الاجتماعية - ناصر الحجيلان</span></span>.

  ومن الرسائل الترحيبية ألا يؤخر المعزب دعوة الضيف إلى الطعام، فتكون بعد مدة قصيرة من تقديم القهوة والتمر؛ ويعود هذا لشيوع استقبال المسافرين العابرين أو الجياع الذين يكونون بأمس الحاجة للزاد، والبعض يذبح للضيف على الغداء والعشاء طوال فترة إقامته، حتى صارت كثرة العظام والجلود حول البيت دلالة على الكرم، وما زالت عادة الذبح بمجرد وصول الضيف مستمرة حتى اليوم، لكن تفادياً للتبذير يكون من الشائع أن يدعو المعزب أقاربه وأرحامه وجيرانه ليشاركوا ضيفه تناول الوجبة الكبيرة حتى لا يقع في نفسه حرج، وفي المقابل فإن بعض القبائل الأخرى تفعل العكس بأن يمتنع أهل المعزّب وذووه عن مشاركة الضيف في الطعام حتى يأكل ما يشاء بكل أريحية.

  وفي العموم تتنوع عادات وقوانين الأكل تنوعاً كبيراً بين المناطق، وتتفاوت في صرامتها وجدية الرسائل التي تحملها، ومن القواعد السلوكية المتبعة في تناول الطعام ألا يمد المعزب يده قبل الضيف إذا شاركه الطعام، وأن يباشر عليه باللحم، وبعض القبائل تسكب السمن البلدي الطازج على يد الضيف عندما يتناول طعامه، إمعاناً في إكرامه، ومهما بالغ المعزب في الكرم فإنه يعتذر من الضيف على التقصير بقوله “اعذرنا على القصور”، وكما أن هناك قواعد للجلوس على المائدة فهناك قواعد لا تقل أهمية عند النهوض منها، فمن المهم ألا يقوم المعزب من المائدة قبل الضيف أو يتوقف عن الأكل قبله، فإذا أحس بالشبع فإنه يقلل من أكله دون أن يتوقف، حتى لا يعجّل على الضيف ويحرجه، فإذا شبع الضيف فإنه يعلن ذلك بقوله “أكرمكم الله” أو “جاد الله عليكم” أو “كثّر الله خيركم” أو “"زادكم الله من فضله" أو "أغناكم الله"، فيرد المعزّب أو من ينوب عنه من أهل البيت: “خيرنا فداكم يا قل ما جاكم”، أو “خيرنا وخيرك”، أو “صحة وعافية” <span class="tooltip">(16)<span class="tooltiptext"> كتاب صدى لهجات المجالس - عبد الرحمن بن زيد السويداء</span></span>.

٦) التوديع

  إلى جانب القهوة والحلويات، صار من الشائع أن يقدّم الشاي للضيوف بعد العشاء، ويستمر المُضيف أثناء ذلك في الترحيب بالضيوف والاحتفاء بهم كي لا يعجلهم على الرحيل، وفي بعض الأحيان تطول أوقات المسامرة بعد العشاء لساعات تتخللها القصص والأحاديث وتبادل الأخبار، وأحياناً اللعب بألعاب الورق الشهيرة مثل البلوت وغيرها، وإذا كان الضيف قد قدم لحاجة فإنه يعرض حاجته على معزّبه بعد الوليمة، خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بخلاف أو فزعة أو رغبة في الوساطة بينه وبين طرف ثالث، وترجع فكرة تأخير هذا الغرض حتى ما بعد الطعام إلى “سلوم العرب” التي تربط الضيافة بالحماية في الثقافة العربية، فطالما تلقى الضيف الطعام والشراب فإنه حصل على حق الضيف الكامل الذي يلزم مضيفه بتقديم الرعاية والحماية له وتلبية كل ما يطلبه.

  وقبل قيام الضيوف يقدم لهم المعزب أو من ينوب عنه البخور، بسبب روائحه الزكية التي تهدئ الأعصاب وتبعث على الانشراح وتدخل البهجة في النفوس، إضافة إلى منافعه الطبية وخواصه المطهّرة للملابس والمنقّية للهواء، ويشتهر مثل “ما بعد العود قعود” كدلالة على أن البخور هو آخر طقوس الضيافة داخل المنزل، فكما يستقبل به الضيف عند دخوله يقدّم للضيف قبل خروجه مباشرة، فيتم تمرير المبخرة على الضيوف بترتيب أهميتهم أو بدءاً من اليمين. ويضع الضيف المبخرة في باطن شماغه لثوانٍ قليلة أو يهف الدخان بيده على وجهه لتثبت الرائحة في ثيابه ولحيته، وتُعرف للبخور عدة أنواع، مثل بخور "العود الهندي" و"العود الكمبودي”، والتي تباع بأثمان باهظة لندرتها وفخامتها، وكلما كانت جودة البخور أعلى كان ذلك دلالة على الكرم، وحين تنتشر رائحته في الحي يعرف الجيران والعابرون مدى سخاء صاحب البيت وحفاوته بضيوفه وأهمية المناسبة، وبعد أن يتبخر الضيف يشكر معزبه أو مبخّره بعبارات تُجاريه في السخاء، مثل: “طاب طيبك، وعاش حبيبك، ويجعل الجنة من نصيبك” <span class="tooltip">(17)<span class="tooltiptext"> كتاب معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية - سليمان بن ناصر الدرسوني</span></span>.

  وبالنظر للأهمية الثقافية والتاريخية للمبخرة، وكونها دلالة على السخاء والكرم، فإنها تعد هدية مميزة وفاخرة يحبذ أن يهديها بعض المضيفين لضيفهم مع أجود أنواع البخور وتولات دهن العود، ولا تقتصر الهدايا على هذه، بل تشمل كل ما يعجب الضيف ويثني عليه في المجلس، فيحلف عليه معزبه أن يهديه حتى لا يبقى في خاطره شيء، ولا يقبل رفض الضيف إلا بعد إصرار كبير، ثم بمجرد أن يقوم الضيف من الشائع أن يقول المعزب “تو الناس” أو “تو الليل” و“بدري” ليستبقي الضيف مدة أطول ويدعوه إلى السمر، وعلى ذلك يرد الضيف “بدري من عمرك”، ويقوم وهو يردد عليه عبارات الشكر ودعوات الكرم التي قالها سابقاً بعد الطعام، ويرد عليه المعزب بمثلها وهو يقوده إلى الباب، وبعد العزيمة يحدث الضيف من يلقاه أو من يخاطبه من جماعته وأصحابه عن كرم معزبه، حتى لو كان ذلك بعدها بأيام أو أشهر.، فكلما طرأ ذكر معزّبه في مجلس، يذكره أمام بقية الحاضرين بالخير ويثني على كرمه ويؤكد أنه قام بالواجب، فلا شكر يقدمه الضيف أبلغ من أن يحمل قصة إكرام مضيفه معه أينما ارتحل.

٧) الأمثال والحكم الشعبية

  هناك العديد من الشواهد اللغوية التي تؤكد مركزية المكانة التي خصصها العرب لعلاقة الضيف بالمضيف، بداية من البيت الشهير:

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا | نحن الضيوف وأنت ربُّ المنزل

بالإضافة إلى الموروث الإسلامي الغزير بالأحاديث النبوية الشريفة وأقوال السلف في الحث على الكرم، مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه"، وحتى الأمثال والحكم التي ربطها الموروث الشعبي بمراسم الضيافة، تطورت وصارت جزءاً من الموروث اللغوي الرمزي، الذي تجاوز معانيها المباشرة ووظفها مجازياً في استخدامات متعددة. ومن تلك الاستخدامات أن هذه الحكم والأمثال والأبيات الشهيرة أصبحت وسيلة من وسائل الترحيب اللفظي بالضيف وإبداء التقدير له والاعتذار منه عن القصور، فأصبحت بمعانيها المتوارثة جزءاً من الطقوس الدارجة عند استقبال الضيف وتوديعه، ونذكر هنا بعضاً من هذه الأمثال التي لا غنى عن ترديدها في المجالس للترحيب بالضيف:

- الضيف في حكم المضيف:

وتقال للإمعان في الترحيب بالضيف، وتعني أن المضيف أصبح مسؤولاً عن الضيف ورعايته وحمايته، وتشبهها في المعنى عبارة "الضيف يلزم"، والتي تقال لتؤكد أن الضيافة تعد التزاماً مباشراً من المضيف تجاه كل ما يخص راحة ضيفه.

- الجود من الموجود:

ويعني أن سخاء الرجل مرتبط نسبياً بحالته المادية، فقد يكون كريماً رغم قلة ما يقدمه لضيوفه لأنه جاد بكل ما يملك، والعكس صحيح إذا كان مقتدراً ولم يجُد إلا بالقليل.

- الضيف أسير:

أي أن الضيف يصبح أسيراً لمعزّبه، بمعنى أنه يكرمه كما يشاء ولا يحق للضيف أن يعترض ويمتنع عن الطعام أو يغادر قبل الأكل، ويعد هذا دلالة على احترام الضيف لمضيفه.

- الضيف ضيف الله:

أي أن قِرى الضيف ميسور، وليس للمعزب منة عليه، ويقال هذا المثل أيضاً لمن يخشى أن يفقره الكرم، فيوحي المثل أن الضيف يأتي ويجلب رزقه معه بركة من الله <span class="tooltip">(18)<span class="tooltiptext"> كتاب من الأمثال البدوية - صالح زيادنة</span></span>.

٨) الترحيب بين المملكة والعالم

  رغم أن الترحيب في الأصل عادة عالمية مشتركة بين عدد كبير من الشعوب، إلا أن صيغه وأساليبه تتفاوت بين الثقافات بشكل كبير، لكن معظمها تشترك في أهميته ومركزيته مهما تباعدت الثقافات، وتكمن أهمية الترحيب عند استقبال الضيوف باعتباره دلالة على السلم، ولهذا فإن أحد أكثر وسائل الترحيب المشتركة بين الشعوب هي المصافحة، والتي يرجع أصلها إلى إبداء خلو اليد من السلاح.

  وبسبب التقارب الثقافي والجغرافي مع دول الخليج العربي تشترك شعوب الخليج في العديد من العادات والعبارات الترحيبية، ويعد الكرم الطائي هو حجر الأساس الذي يجمع بينها، ولذلك لا نجد صعوبة في فهم تحايا بعضنا رغم اختلاف بعض الألفاظ، ما بين “حيالله من يانا” و”تو ما نور المكان” و”مرحبا الساع “ أي: مرحبا بك في هذه الساعة التي جئت فيها، و”مرحبا ملايين ولا يسدن” ولا يسدن تعني لا تكفي. كما تشترك شعوب الخليج في أسلوب السلام ما بين قبل الخدين والأنف والمصافحة ولمس اليد والزند والذراع.

  ومن المثير للاهتمام وجود تشابه مع بعض الدول البعيدة، ويمتد ذلك إلى تبادل القبل، الذي يعتبر دلالة على المودة والاحترام لدى العديد من الشعوب، سواء كانت قبلة واحدة على الخد، كما في إسبانيا ومعظم الدول اللاتينية، أو قبلتين أو ثلاث قُبَل، كما في العديد من الدول الأوروبية، وفي أفغانستان قد يصل عدد قُبلات الترحيب إلى ٨ قُبلات، كما في بعض أنحاء الجزيرة العربية التي تعبر فيها كثرة القبلات عن زيادة المودة والسعادة بالضيف، وبين البدو المنغوليين تشتهر طريقة تحية تُسمى “hongi”، وتقوم على لمس الأنف بين الفردين، مع إبقاء العينين مفتوحتين، كما تشيع عند قبيلة الماوري في نيوزيلندا، وتختلف عنها قليلاً "قُبلة الإسكيمو" أو "تقليد الإنويت"، والتي تقوم على فرك الأنفين معاً لإلقاء التحية عند شعب الإسكيمو في القطب الشمالي، ويُقصد بهذه التحية إظهار المودة للآخر بالضغط على الأنف لتنفس رائحته، ويرجع أصلها إلى حقيقة أن أنوفهم وأعينهم تكون مكشوفة عند لقاء بعضهم البعض في الخارج بينما بقية وجههم يكون مخفياً لاتقاء البرد، وكل هذا يتشابه مع قبلة الأنف لدى بعض قبائل الجزيرة العربية، والتي ربما شاعت بسبب عدم وضع اللثام لاتقاء الغبار أو برد الصحراء <span class="tooltip">(19)<span class="tooltiptext"> مقال غرائب التحية عند الشعوب: ما تعتبره غريبًا يعتبرونه «مودة»</span></span>.

  رغم هذه التشابهات، فإن القاعدة العامة هي أننا كلما ابتعدنا تنوعت عادات وتقاليد الترحيب وطرق إلقاء التحية، إذ تختلف عادات الشعوب حتى تصل إلى درجة التنافر، فما يعد دلالة تقدير لدى شعب قد يعد دلالة نفور لدى الآخر، ومن أمثلة ذلك عادة التحية بمد اللسان للخارج عند أهالي التبت، التي تعد حركة معيبة عند غيرهم، ويعتبر هذا مجرد مثال لصيغ التحايا لدى العديد من الشعوب التي تتجنب المصافحة والملامسة، حتى أن بعضهم يعتبر القُبلة بكافة أشكالها تعبيراً حميمياً أكثر من اللازم، ففي الهند يرحب الناس بضيوفهم بوضع كفيهم معاً أمام صدورهم ويحنون رؤوسهم وهم ينطقون كلمة "ناماستي”، وتعني الترجمة الحرفية لها: أنحني لك، وفي اليابان يحيي الرجال والنساء بعضهم البعض بالانحناء بدلاً من المصافحة أو المعانقة، وعند استقبال الضيوف في بيوتهم ينحنون على أرضية من الحصير في مقدمة البيت، والتي تمثل أحد أنواع الأرضيات التقليدية اليابانية، وذلك الركوع على ركبهم من أجل الانحناء، ويقوم الناس في الموزمبيق بالتحية من خلال التصفيق بالأيدي ثلاث مرات قبل قول كلمة “مرحبا” <span class="tooltip">(20)<span class="tooltiptext"> مقال: التحية سلوك ثقافي يعبر عن قيم تختلف باختلاف الشعوب - د. محمد الجويلي</span></span>.

  وقد لفتت جائحة كورونا الأنظار إلى أساليب التحايا غير المباشرة هذه، نظراً لاضطرارنا لإلغاء المصافحة والتقبيل عند الترحيب بالضيوف، مما دفعنا لإعادة تشكيل تحايانا المعتادة، كاستخدام القبضة عوضاً عن الكف المفتوحة للمصافحة، أو إحياء تحايا قليلة الانتشار مثل "السلام نظر"، كما شاعت طرق تحايا مختلفة لا تعتمد على التلامس، نجد مثيلاً لها في بعض التحايا التقليدية عند الشعوب الأخرى، كإحناء الرأس، ورفع اليد إلى موضع القلب في الصدر، ونفخ قبلة الهواء عوضاً عن قبلة الخد، إن تأثير كورونا يطرح أسئلة عن مستقبل الترحيب ربما لا زال الوقت مبكراً للإجابة عنها، لكن الملاحظ أنها تتجه نحو صيغ ترحيب موحّدة عالمياً بفضل وسائل التقنية الحديثة التي تجعل العالم قرية صغيرة، وكانت التحايا قد بدأت بالتغير بالفعل بتأثير التقنية حتى قبل كورونا، فما بين الدعوات التي توجه إلكترونياً، والترحيب عن طريق الرسائل الصوتية، والمعايدات عن طريق مجموعات الواتساب، وغيرها من طرق تبنّي الوسائل الحديثة، أظهرت مجتمعاتنا قدرة على التأقلم مع التقنية، ومرونة في التوفيق بينها وبين العادات والتقاليد، وإن لم يكن الجميع قد تقبّلها بعد، وأحد هذه الأمثلة هي تصوير الضيف عند دخوله وعند تقليطه على الطعام، والذي يعتبر توثيقاً جديداً للكرم، وامتداداً لعادة إثباته ونشره بين الناس دون حرج، والتي لا تختلف في جوهرها عن عادة بعض قبائل العرب في تخضيب رقاب الدواب بدماء الذبيحة طلباً لانتشار أخبار كرمهم بين الناس.

٩) أشهر عبارات الترحيب:

  لقد كان لكل منطقة جغرافية من مناطق المملكة عبارات الترحيب الخاصة بها وذلك لخصوصية اللهجة وقلة التنقل بين المناطق، ولكن بعد قيام المملكة العربية السعودية وتمازج المواطنين فيما بينهم بسبب سهولة التنقل ووفرة المصالح في كافة المناطق، تمازجت كذلك عبارات الترحيب وأصبح أهل الشمال مثلا يستخدمون بعض عبارات الترحيب الخاصة بمناطق الجنوب، والشرق مع الغرب والوسطى مع الجميع.

لذا حاولنا هنا أن نجمع أشهر عبارات الترحيب في المملكة العربية السعودية وشرح معناها ودلالتها، وتحديد نطاقها الجغرافي إن كانت ما تزال تستخدم في هذا النطاق على وجه الخصوص.

<div><table><span id="docs-internal-guid-04ae2932-7fff-efe7-9f11-e3f0d81d19e7"><div dir="rtl" align="left"></div></span><colgroup><col width="206"><col width="208"><col width="226"></colgroup><tbody><tr><td><strong dir="rtl"><span>عبارة الترحيب</span></strong></td><td><strong dir="rtl"><span>معناها</span></strong></td><td><strong dir="rtl"><span>نطاقها الجغرافي</span></strong></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>1. يا هلا وسهلا</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>التعبير العامي عن عبارة الفصيحة (حللت أهلا ووطئت سهلا)</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>2. هلا ومسهلا</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>3. شرّفت ونورت</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>تعني أن زيارة الضيف شرفٌ ونور للمضيف.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>4. مرحباً ألف</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>تعبير عن الترحيب الكثير دلالة على التقدير.</span></p><p dir="rtl"><span>وهناك قول بأن (مرحباً ألف) هي في الأصل (إلف) من (الملفى).</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>جنوب المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>5. مرحباً مليون</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>6. حياكم الله</span></p></td><td rowspan="3"><p dir="rtl"><span>ربط الترحيب بالبُعد الديني حيث إن الله أمر بإكرام الضيف.</span></p></td><td rowspan="3"><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>7. يالله حيّهم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>8. حي الله من لفانا</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>9. أسفرت وأنورت، واستهلت وامطرت</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>ربط قدوم الضيف بقدوم المطر، وكيف أن حضوره يشبه حضور المطر.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>وسط المملكة وشمالها.</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>10. مرحباً هيل، عداد السيل</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>تشبيه حضور الضيف بحضور الهيل لما له من مكانة فاخرة وحضور مميز، وكذلك تكرار هذا الترحيب بعدد ما سالت الأرض من الأمطار</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>جنوب المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>11. حي الله من حضر، عداد الشجر والحجر</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>المبالغة في الترحيب وربطها بالأعداد الكبيرة مثل أعداد الشجر والحجر.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>جنوب المملكة وغربها</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>12. يا هلا وغلا</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كلمة (هلا) مأخوذة من الأهل، وكلمة (غلا) بمعنى الثمين الغالي.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>13. السنة عيدين وهذا الثالث</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>رفع مكانة زيارة الضيف ووضعها بمرتبة العيدين (الفطر، والأضحى) وذلك لبيان علو مكانة الضيف وتقديره.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>14. </span><span>يا هلا ويا غلا عداد ما بين الأرض والسما</span></p></td><td rowspan="4"><p dir="rtl"><span>عبارات ترحيبية تربط الترحيب بعدد الخطوات التي قطعها الضيف من بداية رحلته حتى وصوله إلى دار المضيف.</span></p></td><td rowspan="3"><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>15. يا مرحبا فيكم عداد ما سرتم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>16. هلا بك من ممشاك لملفاك</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>17. أرحبوا عداد خطاكم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>جنوب المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>18. يا هلا بالطش والرش</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>الطش والرش من صفات المطر، وهي عبارة تشبه حضور الضيف بحضور المطر.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>المنطقة الشرقية</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>19. أجانا امَّطر واروتينا بغيث&nbsp;</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>من عبارات الترحيب التي تربط بين حضور الضيف والمطر.</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>جنوب المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>20. الله سقانا بوجودكم</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>21. </span><span>حياكم الله على قلّ الكلافة</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>عبارة ترحيبية تهدف إلى طمأنة الضيف بأن المضيف لم يلحقه ضرر من إكرامه إياه، وبالتالي لا يشعر الضيف بالحرج.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>22. خيرنا فداكم يا قل ما جاكم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>جنوب المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>23. بارك الله مسعاكم</span></p></td><td rowspan="4"><p dir="rtl"><span>عبارات تربط بين حضور الضيف وحضور البركة</span></p></td><td rowspan="4"><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>24. زارتنا البركة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>25. بارك الله وجوه الخير</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>26. بارك الله الحاضرين</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>27. نوّر البيت</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>تعبير مجازي يعني أن منزل المضيف كان مظلماً وحضور الضيف هو من أضاءه.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>28. البيت بيتكم</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>عبارة ترحيبية تهدف إلى كسر الطابع الرسمي بين الضيف والمضيف وتشجع الضيف على التصرف بأريحية دون تكلف.</span></p></td><td><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة.</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>29. حيّ الله الوجوه الطيبة</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>تخصيص الوجه بالترحيب لما له من رمزية اجتماعية وشخصية وربطها بالتفاؤل والخير.</span></p></td><td rowspan="2"><p dir="rtl"><span>كافة مناطق المملكة</span></p></td></tr><tr><td><p dir="rtl"><span>30. دامت علينا صحبة وجوه الخير</span></p></td></tr></tbody></table></div>


١٠) المراجع

1) كتاب بحث في الهبة: شكل التبادل وعلته في المجتمعات القديمة - مارسيل موس

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb199601-171226&search=books

2) مقال: التغيرات في مراسيم الضيافة الاجتماعية - ناصر الحجيلان

https://www.alriyadh.com/213433

3) كتاب الذاكرة الشعبية - د. عبدالرحمن الشقير

https://www.jarir.com/arabic-books-549755.html

4) كتاب صدى لهجات المجالس - عبد الرحمن بن زيد السويداء

https://nawadr.com/YXvoBW

5) كتاب الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور - د. سعد الصويان

http://www.saadsowayan.info/html/book5-ar.html

6) كتاب معجم اللهجات المحكية في المملكة العربية السعودية - سليمان بن ناصر الدرسوني

https://lahajat.blogspot.com/p/blog-page_7.html?m=1

7) كتاب من الأمثال البدوية - صالح زيادنة

http://www.khayma.com/salehzayadneh/moalafat/amthal/karam.htm

8) مقال: التحية سلوك ثقافي يعبر عن قيم تختلف باختلاف الشعوب - د. محمد الجويلي

https://alarab.co.uk/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%83-%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%B9%D9%86-%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%AA%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81-%D8%A8%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8


9) مقال: غرائب التحية عند الشعوب: ما تعتبره غريبًا يعتبرونه «مودة»

https://www.al-jazirah.com/2016/20160410/ms2.htm

10) مقال يا هلا بالطَّشّ والرّشّ - أ.د عبد الله الدايل

https://www.aleqt.com/2013/05/14/article_755626.html

اطّلع على منشورات أخرى

تم تسجيلك .. ترقب ضوء معرفة مختلفة!
عذرًا، أعد المحاولة