سيتم تحديث الهوامش
الدراسات
أغسطس 2023

الضيافة وتشكّل المسكن التقليدي

ترصد الدراسة مدى ترجمة تقاليد الكرم إلى فضاءات وعناصر معمارية تحترم الخصوصية، وكيف عبر المحليّون عنه في مساكنهم النجدية بهدوء وبساطة من خلال تنوع المداخل في المساكن التقليدية، وكيف أن تصميم مداخل المساكن في البيئات التقليدية تسمح بالتفاعل الاجتماعي من خلال حماية خصوصية وأمن الفضاء الأسري الخاص مع السماح بالوصول المُتحكّم فيه للزوار اثناء الضيافة

مصدر الصورة:
قد تواجه بعض المشاكل في التصفح عبر الجوال عند وجود جداول في المنشور، ولتصفح أفضل ؛ ننصحك بالتصفح عبر شاشة أكبر أو التصفح بعرض الشاشة.

الملخص: تعتبر الضيافة جزءًا مهمًا من ثقافة المجتمع السعودي، حيث يتميز السعوديون بكرم الضيافة، سواء كانوا أقاربَ أو غرباء. ويعتبر الضيف في الثقافة السعودية محل تبجيل واحترام كبير، ويعامل بأسلوب يدل على تقديره واحترامه. أثرت عادة الضيافة على كيفية تكوين المسكن النجدي واستخدامه. وهو ما يبدو من الظاهر أنه يتعارض مع الخصوصية التي تحظى بتقدير كبير في البيئات التقليدية، لا سيما في البيئات السكنية. ولذلك هذه الدراسة تتناول ظاهرة الكرم مقابل الخصوصية التي طالما ساهمت في تشكيل المسكن. حيث ترصد الدراسة مدى ترجمة تقاليد الكرم إلى فضاءات وعناصر معمارية تحترم الخصوصية، وكيف عبر المحليّون عنه في مساكنهم النجدية بهدوء وبساطة من خلال تنوع المداخل في المساكن التقليدية، وكيف أن تصميم مداخل المساكن في البيئات التقليدية تسمح بالتفاعل الاجتماعي من خلال حماية خصوصية وأمن الفضاء الأسري الخاص مع السماح بالوصول المُتحكّم فيه للزوار اثناء الضيافة. تثير هذه الدراسة سؤالين أساسيين هما: إلى أي درجة يشكل مدخل المبنى علاقة مع فراغ الضيافة؟ وكيف تؤثر هذه العلاقة على موضع المدخل وآلية استقبال الضيوف داخل المسكن؟ وبالتالي ما علاقة المداخل المتجاورة بين الجيران أثناء عملية الضيافة في نفس المنطقة ومدى تأثر بعضها ببعض؟

كلمات مفتاحية: الضيافة؛ الكرم؛ التقاليد؛ مدخل؛ عتبة؛ المسكن; نجد؛ العمارة التقليدية؛ المملكة العربية السعودية.

1. المقدمة

تعتبر ثقافة الكرم إحدى أهم خصائص الشخصية العربية، فهي تُمثّل القيم والتقاليد العريقة التي تتوارثها الأجيال بعضها عن بعض، وتعكس الروح الكريمة المعروفة للإنسان العربي وتشكل الأسلوب الأبرز لتقديره الآخرين. في المجتمع العربي، يحتل الضيف مرتبة كبيرة ويتم استقباله بحفاوة بالغة.  يجب أن نذكر هنا أن هذه الحفاوة كانت بحاجة إلى خلق مجالات مكانية وبصرية لتحقيق هذا التفاعل بين المضيف والضيف، الأمر الذي ساهم عبر التاريخ العربي في تطور فضاءات الضيافة كي تسمح بهذه الحفاوة على مستويين: الأول مستوى صامت عبر التشكيل المعماري البصري الذي يظهر فيه المضيف تقديره لضيوفه وهو تقدير تحول عبر الزمن إلى ثقافة معمارية بصرية تفردت بها فضاءات الضيوف.  المستوى الثاني تمظهر من خلال أسلوب استخدام هذه الفراغات وكيفية التعامل مع الضيف.  هذان المستويان تحولا مع الوقت إلى ثقافات تفردت بها كل منطقة على حدة فأصبح لكل مجتمع عمارة الكرم الخاصة به. هذه الثقافات تكونت من خلال الكيفية التي يتم فيها توفير ما اتفق عليه المجتمع من تقاليد لإكرام الضيف، وهو ما جعل عمارة الكرم جزءاً من الصورة الذهنية المجتمعية التي يتوقع فيها كل فرد المكوّن المعماري للتعبير عن الكرم والكيفية التي يستخدم فيه هذا المكوّن.  

يمكن أن نتحدث هنا عن سمات عامة لفضاءات الضيافة، فالمجلس هو "واجهة الرجل" في المدينة التقليدية وفي الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، على سبيل المثال، كان يسمى المجلس "سبلة" وهو فضاء منفصل عن البيت الذي تسكنه الأسرة ويتصل به من الداخل لكنه مفتوح على الطريق.  ومسمى "سبلة أتى من "ابن السبيل" أو السابلة الذين انقطعت بهم الأسفار في دلالة واضحة على أن الكرم ليس حالة "عرضية"، بل هو تقليد أصيل تتسم به الشخصية العربية.  من هذه الثقافة تطورت عبارة "البيت بيتكم" التي عادة ما تقال للضيوف رغم أنها تتصادم مع الخصوصية وهو ما يجعل البيت العربي متفردا في تكوينه. وفي الأحساء مثلا مجالس الرجال هي قاعات عقد الصفقات التجارية، وأعتقد أن هذه الظاهرة منتشرة في أغلب البيئات العربية التقليدية بما في ذلك نجد.  ولو حاولنا أن نتتبع التقاليد التي تطورت حول ثقافة الكرم وما نتج عنها من تكوينات مكانية وبصرية سوف نجد أن أغلبها تمحورت حوله العلاقة المشدودة بين إكرام الضيوف والمحافظة في نفس الوقت على خصوصية الفضاء الأسري.  

ولذلك هذه الدراسة تتناول ظاهرة الكرم مقابل الخصوصية التي طالما ساهمت في تشكيل المسكن، وبالتالي اعتمدت الدراسة على النهج الاثنوغرافي (ethnographic approach)، وهي منهجية بحثية مرنة تسمح باكتساب فهم عميق للثقافة المشتركة للمجموعة، والاتفاقيات، والديناميكيات الاجتماعية الخاصة في موضوع الدراسة. أيضا سيتم دعم النهج المتبع بالصور، والرسومات، والتحليلات البصرية لفهم مكونات المسكن النجدي التقليدي للمساهمة في فهم آلية استقبال الضيوف وآدابها، والتكامل بين المدخل ومساحة العتبة وعلاقتهما في تنظيم استخدام فراغ الضيافة.

يمكن أن نتفهم بعض هذه التقاليد في الكيفية التي أثّر فيها المدخل (مدخل المسكن) في البيئة المبنية التقليدية في نجد على فراغ الضيافة، الأمر الذي يبرر الحُجة القائلة بأن هناك ترتيباً هرمياً للفراغات موجوداً على المستوى الحضري يستمر حتى داخل المسكن. نحتاج هنا أن نركز على فهم كيف أن المدخل إلى المبنى (المسكن) كعنصر ساهم في التفاعل المجتمعي (الضيافة) وزاد من الاتصال والتكامل بين النظام المكاني (البيئة العمرانية) والمادي (العادات والتقاليد وأيضا المفاهيم)، وعمل كعنصر فراغ انتقالي ساهم في زيادة العلاقة المجتمعية بين المساحات الخارجية والداخلية للمسكن.  هذا يجعلنا ننظر لمدخل المسكن على أنه مولّد للتقاليد عبر الزمن التي أثرت على ثقافة الضيافة في نجد وكيف تعاملت هذه التقاليد مع مساحة العتبة الداخلية المتصلة بمدخل المسكن التقليدي لابتكار حلول متجددة لزيادة مرونة استقبال الضيوف دون المساس بخصوصية المسكن.

تكمن أهمية المدخل في المسكن النجدي التقليدي في أنه ذو معنى انتقالي مزدوج [1] ، وإن هذا المعنى المزدوج هو المنظّم الفعلي لعملية الضيافة داخل المسكن، حيث ترتبط المعاني مع كيفية تعامل المستخدمين مع المدخل نفسه، إما من الخارج (الشارع)، وهنا المعنى غالبا يكون مرتبطاً بالضيف، أو من المساحات الداخلية (المسكن)، وهنا المعنى مرتبط بصاحب المسكن. المعنى الأول يتعلق بالوصول الذي يوفره المدخل من الخارج الى فراغ الضيافة حيث ينظر إليه المجتمع كعنصر خاص، بينما يرتبط المعنى الثاني بكيفية رؤية أهل المسكن للمدخل من الداخل، حيث يعتبر المدخل هنا عنصرًا شبه خاص يوفر الوصول إلى العالم الخارجي. من خلال تحديد هذين المعنيين الانتقاليين في المساكن التقليدية، تبرز بعض الأسئلة التي تهتم بها هذه الدراسة: إلى أي درجة يشكل مدخل المبنى علاقة مع فراغ الضيافة؟ كيف تؤثر هذه العلاقة على موضع المدخل وآلية استقبال الضيوف داخل المسكن؟ ما علاقة المداخل المتجاورة المتعددة أثناء عملية الضيافة في نفس المنطقة ومدى تأثر بعضها ببعض؟

لذلك، ستتناول هذه الدراسة تحليل مفهوم المدخل كعنصر مُنظّم للترتيب الفراغي وعلاقته بفراغ الضيافة على مرحلتين. تتمثل المرحلة الأولى في تحديد أنواع المداخل المختلفة فيما يتعلق بأنواع شوارعها في البيئة المبنية التقليدية بنجد وأثرها في تنظيم وتعزيز ثقافة الضيافة في المجتمع المحلي. أما المرحلة الثانية فتركز على فهم سلوك المجتمع أثناء الضيافة وأثره في تشكيل المسكن النجدي التقليدي من خلال فحص المداخل والفتحات المتجاورة من أجل الوصول إلى فهم أعمق لكيفية عمل المدخل أثناء استقبال الضيوف.

2. ثقافة الضيافة وإكرام الضيف

إكرام الضيف من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء، وحثَّ عليها المرسلون، واتصف بها الأجواد كرام النفوس. بالضيافة يعرف المرء بشرف المنزلة، وعُلِو المكانة. فقد ذكر أهل العلم آداًبا للضيافة واستقبال الضيوف ينبغي تعلمها وتطبيقها لأنها مستمدة من (الكتاب والسنة) والعادات الكريمة التي توارثها العرب وتمسكوا بها جيًلا بعد جيل دفعهم إلى ذلك حبهم إكرام الضيف وتنافسهم في ذلك، وهي مكارم جاء الإسلام لإتمامها، قال النبي (ﷺ): "إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ" [2]. فالضيافة تعُد إرثًا عظيمًا ورثه الناس من معالم النبوة الأولى وقد تعلق العرب بها منذ زمن بعيد فأكرموا نزيلهم بالطعام والمنام وأسعدوا قلبه بالترحاب، وفي ذلك يقول عروة بن الورد [3]:

فراشي فراش الضيف والبيت بيته :: ولـم يلهني عنـه غزال مقنــع

أحـــدّثه إن الحــــديث مــن القِرى :: وتعلم نفسي أنـه سوف يهجع [4]

فلما بزغ فجر الإسلام بنوره أقرت هذه الصفة الحميدة وحث عليها لما فيها من الألفة والمحبة ووحدة المجتمع، وعدها خصله من خصال الإيمان. فعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (ﷺ) يقول: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته" قالوا: وما جائزته؟ يا رسول الله، قال: "يومه وليلته، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه"[5]. يذكر عبدالله المطيري في كتابة "فلسفة الآخرية" أن العلاقة مع الآخر هي علاقة وجدانية تتم تقويتها من خلال الزيارات المستمرة عن طريق رحابة الاستقبال والإنصات والترحيب. يذكر أن من سمات ثقافة الضيافة هي عدم التعريف بالذات (الاسم والقبيلة) وذلك بسبب أن من محاسن صفات استقبال الضيف هي أنه يتم استقباله لشخصه وليس من هو ولمن ينتمي وفي ذلك أثر عظيم في التعرف على الضيوف وتقوية اللحمة والترابط بين أفراد المجتمع [6].

لا غرو إذن أن تتطور "تقاليد" عريقة ومتجددة وذات خصوصية محلية حول ثقافة الكرم، فرغم أن هذه الثقافة عربية بامتياز، إلا أنها تأخذ قالبها وخصوصيتها المحلية في كل منطقة عبر مجموعة تقاليد تتطور ضمن "النظام الثقافي المستتر" الذي عادة ما يجعل كل منطقة لها خصوصيتها وإن كانت تشترك مع المناطق الأخرى في القيمة العامة لثقافة الكرم.  لقد تعامل العرب مع الضيف بما يسمى بـ "كرم الضيافة"، وهو المرحب به، والاستضافة بشكل حسن والتعامل معه بكل احترام وتقدير لتكون قيمة متجذرة في المجتمع العربي [7]. يعتبر الضيف جزءًا من الأسرة والمجتمع، وتشمل هذه الثقافة جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية. وفيما يلي، سوف نستعرض تسع نقاط توضح أبعاد ثقافة الضيافة عند أهل نجد والسعودية والمجتمع العربي بشكل عام:

1-      الحفاظ على العلاقات الاجتماعية: كانت ثقافة الضيافة تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع السعودي القديم والمعاصر.

2-      تعزيز المساواة الاجتماعية: ساهمت ثقافة الضيافة في تعزيز المساواة الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع السعودي، حيث كان من المعتاد تقديم الضيافة لجميع الضيوف بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها.

3-      التعريف بالثقافة المحلية: تعتبر وسيلة مهمة للتعريف بالثقافة المناطقية والتقاليد والعادات الخاصة بها.

4-      تقوية الصداقات: ثقافة الضيافة ساهمت في تقوية الصداقات بين الأفراد في المجتمع، وذلك من خلال استقبال الأصدقاء بالحفاوة وتقديم الضيافة الجيدة لهم.

5-      العناية بالضيوف: تعبر عن الرعاية والعناية بالضيوف، وكان من الواجب على الأسرة تقديم كل ما يحتاجه الضيف من مرافق وخدمات.

6-      توطيد العلاقات بين المناطق والشعوب: كانت ثقافة الضيافة تلعب دورًا مهمًا في توطيد العلاقات المناطقية، حيث كان يتم استقبال الضيوف (من مناطق أخرى) بالحفاوة والترحيب لتعزيز اللحمة والترابط المجتمعي.

7-      تقديم القهوة: يعتبر تقديم القهوة من أهم العادات المرتبطة بـاستقبال الضيوف في الثقافة النجدية، وتعتبر علامة على الكرم وحسن الضيافة.

8-      الترحيب: من العادات التقليدية التي تعبر عن مكارم الأخلاق، فعندما يصل الضيف إلى المنزل، يتم استقباله بالترحيب والابتسامة، ويتم تقديم التحية والترحيب بطريقة حارة تعبر عن رحابة الاستقبال.

9-      تعزيز القيم الثقافية: تساهم ثقافة الضيافة عند السعوديين في تعزيز القيم الثقافية والدينية. فعندما يتم الاستقبال بحسن الضيافة، فإنه يتم تعزيز القيم المحترمة والمتعلقة بالتضامن والتعاون، والتسامح، والاحترام، والتقدير.

يمكن أن نقول إن التقاليد العامة التي تطورت عن ثقافة الكرم كانت تدور في فلك هذه التوجهات التسعة، ويمكن كذلك أن نقول إن التطور المكاني والبصري في العمارة التقليدية النجدية تطور كي يتعامل مع هذه التوجهات والتقاليد التي تطورت عنها. سيتم التطرق لهذه النقاط لتكون مولّداً رئيسياً للنقاش العام حول تأثير ثقافة الكرم على تطور نظام مستتر يحدد ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به على مستوى المكان والمسكن، وكيف استطاع هذا النظام خلق أشكال معمارية بصرية أصبحت تمثل لغة صامتة تبعث بالمعاني المرتبطة بآلية استقبال الضيوف وآدابها (الشكل 1).

شكل 1 نماذج من فراغ الضيافة في البيئة النجدية التقليدية. المصدر: المؤلف

3. الجوانب الوظيفية للمدخل في تنظيم فراغ الضيافة

تأثر المسكن النجدي بثقافة الضيافة بشكل كبير، حيث كان يُعتبر المنزل مكاناً لاستقبال الضيوف والاعتناء بهم. ولذلك، فقد تم تصميم المنازل النجدية بشكل يتناسب مع مفهوم الضيافة واستقبال الضيوف والترحيب بهم.  على أن الأمر لم يتوقف عند مجرد تطوير حلول وظيفية لتحقيق هذا الهدف، بل إن المسكن تطور رمزياً ليحقق هذا الهدف وطور نظاماً رمزياً محلياً يفهمه سكان البلدة وربما سكان نجد جميعا وهم الأكثر قدرة على فك "شيفراته".  تتميز المساكن النجدية بأنها تتكون من عدة أجزاء، وكل جزء من هذه الأجزاء يخدم الضيوف بشكل مختلف، حيث غالبا يتم استخدام المجالس للترحيب بالضيوف، فيما يتم استخدام الفناء لاستقبال الضيوف من الأقارب من الدرجة الأولى لتوفير الخصوصية لهم.

وترتكز تصميمات المساكن النجدية على فراغات وتجهيزات خاصة بالضيوف، مثل الخزائن الجدارية (الروزنة) والجلسات الأرضية والكمار المزخرف والوجار الذي يستخدم لصناعة مستلزمات الضيافة من الشاي والقهوة (الشكل 2). حيث يتم بناء فراغ الضيافة بشكل متناسب لتعزيز الاندماج بين الضيوف والمضيفين وتوفير أجواء اجتماعية دافئة وودية. لا يعني ذكرنا لهذه العناصر المؤسسة لفراغ "القهوة" في المسكن النجدي أنها مجرد عناصر وظيفية أو تزيينية بل هي مرتبة بأسلوب في خطاب مباشر للضيف، فالوجار يقع غالبا في يسار صدر المجلس وهو بيت النار الذي يعد فيه صاحب البيت لضيوفه القهوة الذين غالبا ما يجلسون في يمين صدر المجلس.  يتزين الجدار الذي يحيط بالوجار بتشكيل زخرفي جصي يتكون من مجموعة "روازن" لعرض دلال القهوة وزخارف جصية تتميز بها العمارة النجدية.  كل هذا التكوين الثري يواجه الضيف عند دخوله للقهوة لتقول له إن صاحب المسكن كريم ومضياف.  هذه اللغة الصامتة لم تتطور بين يوم وليلة، بل خاضت العديد من التحولات لسنوات عديدة حتى استقرت في تكوينها الذي يناسب الذائقة السائدة والتقاليد التي طورها المجتمع.  

الروزنة والنقوش الجدارية           الكمار والوجار                                                        الألوان والمنسوجات

شكل 2 الجوانب الجمالية لفراغ الضيافة في البيئة النجدية التقليدية. المصدر: المؤلف

للوصول الى هذا النوع من فراغ الضيافة، تتحكم أنواع الشوارع الثلاثة (العامة، وشبه العامة/الخاصة والخاصة) في البيئات العمرانية في الترتيب الهرمي للمساحات في تشكيل الوصول على مستوى المسكن وفقًا لثلاثة عوامل: عرض الشارع، وموقعه وأنواع الأنشطة التي تتم في الشارع. بينما تؤثر هذه العوامل الثلاثة على شكل المدخل وموقعه (في المبنى) وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على تشكيل وموقع فراغ الضيافة في المسكن التقليدي [8]. لفهم كيفية عمل مداخل المساكن المختلفة بشكل أفضل في ظل الظروف المختلفة، تم إجراء تحليل إضافي لدراسة أنواع المداخل المختلفة في المسكن النجدي، مع الأخذ في الاعتبار أنواع الشوارع المختلفة والقوى الخارجية التي تؤثر على المدخل لمعرفة موقع فراغ الضيافة داخل المسكن (الشكل 3).

ثلاثة أنواع من المداخل تم التعرف عليها أثناء الدراسة لكيفية عمل المدخل مع فراغ الضيافة. ترتبط الاختلافات هنا فقط بكيفية فتح وإغلاق باب المسكن (إما أبواب للعائلة أو للضيوف) (الشكل 4). ففي الشارع، من النوع (أ)، يكون الشارع عامًا وواسعًا، مما يجعل المدخل يبدو وكأنه يحتوي على قيود أقل على موضعه وتشغيله. هذا لأنه يوجد مسافة كافية بين المسكن وبين باب المسكن الأخر مما يتيح مسافة أوسع للتعامل مع مدخل المسكن بحرية.  في هذا النوع لا يمثل باب المسكن مصدر قلق كبير للنفاذية البصرية المباشرة ويتيح فرصة لجعل الباب مفتوحاً كإشارة رمزية للترحيب بالضيوف دون القلق من اختراق خصوصية فراغات المسكن الداخلية. أيضًا، عادةً ما يكون للمباني الواقعة على هذا النوع من الشوارع أكثر من مدخل، مثل مدخل عام لمتجر صغير أو مساحة للمجلس ومدخل خاص آخر للعائلة. وبالتالي وجود باب مخصص لاستقبال الضيوف يعزز من ارتباط فراغ الضيافة بالشوارع الخارجية.

شكل 3 أنواع وأشكال الأبواب المعبرة عن الضيافة في البيئة العمرانية التقليدية بنجد. المصدر: المؤلف

في النوع (ب)، يكون الشارع شبه خاص، مما يجعل الوصول يبدو أكثر تقييدًا في وضعه وتشغيله بسبب قرب أبواب المساكن التي يواجه بعضها بعضاً. في هذا النوع من الشوارع، تحتوي معظم المساكن على مدخل واحد فقط ونادرًا ما يتم العثور على مدخل آخر للمسكن. حيث إن الوصول إلى المبنى هنا له آليتان تنظيميتان: الأولى هي عدم مواجهة مدخلين أو أكثر بعضها لبعض لأن هذا الإجراء يتعارض مع خصوصية فتح واغلاق أبواب المساكن المختلفة. الآلية الثانية إذا كان الترتيب المكاني للشارع لا يدعم الآلية الأولى؛ فقد يتواجه مدخلان لكن في الآلية الثانية يتم إدخال الارتدادات والعتبات الداخلية في "الدهريز" (المدخل)، وهي آلية تم إنشاؤها للتغلب على مشكلة الخصوصية والسماح باتصال فراغ الضيافة مع مدخل المسكن بدون تعارض، هذه الارتدادات والعتبات الداخلية تهدف إلى الحد من التواصل البصري المباشر من الشارع نحو الفراغات الداخلية الخاصة بالمسكن. هذا الإجراء دائمًا ما كان يعتمد على موافقة أصحاب المساكن المجاورة، وفي معظم الأحيان طوّر أصحاب المساكن حلولًا معمارية في المبنى للتغلب على هذه الظروف لإمكانية ربط فراغ الضيافة بمدخل المسكن مباشرة [9].

في النوع (ج)، يكون الشارع خاصًا، مما يجعل الوصول يبدو مقيدًا للغاية وله آلية عملية تنظيمية مماثلة كما هو موجود في الشارع (ب). ومع ذلك، فإن الاختلاف هنا هو أن المداخل في الممرات الخاصة لا تتقابل أبدًا بأي شكل من الأشكال. هذا لأن المسار في هذا النوع من الشوارع ضيق جدًا (أقل من 3 أمتار، حوالي 9 أقدام) وتشكل المساكن مجموعة واحدة من المنازل التي يمكن الوصول إليها من خلال هذا الشارع غير النافذ (cul-de-sac). هذا النوع من الشوارع هو منطقة خاصة، وفي كثير من الحالات تشغلها عائلات ذات صلة دم وقرابة. التوافق الاجتماعي في تنظيم مدخل المسكن وعلاقته بفراغ الضيافة بين الجيران أكثر حضوراً في هذا النوع، بالرغم من أن معظم السكان في هذه الشوارع يتصرفون كعائلة كبيرة واحدة، إلا أنهم ما زالوا يحافظون على مستوى عالٍ من الخصوصية مع الآخر خارج هذه المنظومة السكنية.

من خلال فهم آلية مدخل المسكن وعلاقته بفراغ الضيافة، يبدو أن المدخل كعنصر لا يُستخدم فقط للفصل بين الفراغات العامة والخاصة، ولكنه استُخدِم أيضًا كعنصر للقاءات الاجتماعية وكعنصر إرشادي (طريقة الإرشاد المكاني هنا تستخدم معنى ضمنيًا يتغير اعتمادًا على كيفية استخدام السكان للباب ولمن يخدم "باب الرجال/الضيف أو باب عائلي خاص"). لقد وظف أهالي نجد المساحة الخارجية أمام مدخل المنزل للالتقاء وإجراء الحوارات السريعة حول حياتهم اليومية. حيث هذه المساحة الخارجية يتحكم فيها مالك المنزل جزئيًا وتستخدم كمساحة للقاءات الاجتماعية، مما يتيح له عدم استخدام المجلس (مساحة الضيف) الموجودة داخل المنزل (الدكك والحبوس). كما أن ارتداد المداخل دعم هذا النشاط الاجتماعي حيث يمكن للعديد من أصحاب المساكن في نفس المنطقة استخدام مساحاتهم الخارجية بالقرب من مداخلهم دون القلق بشأن التأثير على خصوصية جيرانهم من خلال الآليات التنظيمية لمواقع المداخل بين مجموعة من المساكن.

نتيجة لهذه المفاهيم المبدئية، وجدت الدراسة أن تنظيم مواقع مداخل المساكن من قبل السكان مهم للترتيب المكاني لفراغ الضيافة، حيث إن هذه المفاهيم تم تطويرها لدعم البنية الاجتماعية وعملت بشكل رئيسي لتعزيز مفهوم الضيافة في المساكن النجدية.  ويمكن أن نقول إن الأهالي طوروا هذه الحلول البسيطة للتحكم في مواقع المداخل بين الجيران للمساهمة في تنظيم فراغ الضيافة داخل المسكن لتحقيق التوافق الاجتماعي وتلافي أي خلافات قد تنشأ بين الجيران.

نوع (أ)                                                 نوع (ب)                                                   نوع (ج)

شكل 4 أنواع الطرق المختلفة وعلاقة عرض الطريق في تنظيم فتحات مدخل المسكن في كل نوع. المصدر: المؤلف

4. مدخل المسكن كعنصر منظم لثقافة الضيافة

لدراسة كيفية اختيار السكان مداخلهم لتعزيز اللقاءات الاجتماعية السريعة في المساحات الخارجية أمام المدخل، حيث نجد أن موضع المدخل في المباني النجدية التقليدية يدعم المبادئ الأساسية التي تم ذكرها مسبقاً، وبالتالي معظم المداخل لا يواجه بعضها بعضاً إلا إذا كانت في شارع ذي عرض صغير. ففي قرى نجد على سبيل المثال، معظم المساكن عبارة عن عائلة واحدة أو عدة عوائل ممتدة. ومع ذلك، لا تزال مواضع المداخل لا يواجه بعضها بعضاً، على الرغم من أن السكان المحيطين قد يكونون من أفراد الأسرة نفسها. هذه الملاحظة تعزز المبادئ الأساسية التي تم ذكرها وهي أن آلية العملية التنظيمية لتحديد موقع المدخل لا تأخذ في الاعتبار العلاقة الوثيقة بين الجيران. وذلك لكون التنظيم نفسه يحد من قدرة الأفراد على التدخل فيه، مما يجعل المجموعات الاجتماعية أو الأفراد من ذوي الصلة لديهم نفس التنظيم. هذا مهم لكونه يجعل الجانب التشغيلي للمدخل وعلاقته مع فراغ الضيافة يحافظ على الخصوصية المطلوبة بغض النظر عن أي علاقة عائلية بين الأطراف المتأثرة، وبالتالي يساهم في قدرة الضيف على توقع مسار الحركة والإجراءات التي يجب أن يتبعها عند استخدامه المدخل متجهاً لفراغ الضيافة مما يساهم في حفظ خصوصية المسكن عند الزيارة.

في حالة وجود مدخل واحد للمنزل، يعمل المدخل كممر عائلي خاص ولإيواء الضيوف (الرجال). يظهر هذا النوع من الاستخدام في الغالب في المباني الصغيرة إلى متوسطة الحجم والموجودة في مناطق خاصة (داخل الأحياء السكنية).ينظر أهالي نجد المحليون إلى مدخل المنزل في الغالب على أنه عنصر خاص، ومع ذلك، للإشارة إلى متى يمكن للضيوف استخدام المدخل الخاص، يترك المالك الباب مفتوحًا للإشارة إلى أن الضيف موضع ترحيب. من خلال إبقاء المدخل مفتوحًا، ومعرفة الضيف المسبق للمكونات المعمارية ومسارات الحركة المتبعة في تنظيم فراغ المدخل، يتواصل المالك مع المجتمع تواصلاً غير شفهي (بصريا عبر لغة العمارة الصامتة) لمنحهم الإذن بالوصول إلى المنزل والدخول مباشرة إلى المجلس من خلال عتبة المدخل. تكمن أهمية هذا الفعل في عدم تقابل مداخل المساكن بعضها مع بعض لذلك هذا الفعل ضروري وفهم المجتمع المحلي لهذا السلوك يساهم في الخصوصية المطلوبة للمنزل ويساهم في رحابة ومرونة استقبال الضيوف (الشكل 5). بهذه الطريقة، لا يقتصر الدخول على فراغ الضيافة فحسب، بل المدخل هنا عنصر رئيسي في تنظيم الضيافة من خلال مراعاته الاحتياجات الاجتماعية والثقافية التي أثَرت في تكوينه واستخدامه المختلف.

شكل 5 فحص موقع المدخل وأثره في تموضع فراغ الضيافة في المباني النجدية التقليدية. المصدر: المؤلف

في حالة وجود مدخلين للمسكن، يُستخدَم أحدهما للعائلة (خاص) ويعمل كمدخل خدمة، بينما يكون المدخل الآخر للرجال (مجلس) وغالبا ما يكون مزخرفاً. الفرق هنا هو أن موقع المسكن يسمح أن يكون هناك مدخل ثانوي مخصص لاستخدام الضيف. ويرجع ذلك إلى أن المساكن من هذا النوع تقع عادة بالقرب من المساجد المحلية، والأماكن شبه العامة، أو قد تكون موجودة بالقرب من وسط البلدة (المركز). في الغالب، يرتبط هذا النوع من المساكن بأشخاص يتمتعون بمكانة اجتماعية عالية أو شخص هو الأكبر سناً في عشيرة ممتدة، وتكون مجالسهم مفتوحةً طوال اليوم للزوار. هذا هو السبب في إنشاء المدخل الثانوي لدعم الحجم الكبير للنشاط الاجتماعي (الضيافة) مع الحفاظ على خصوصية الأسرة، نتيجة ذلك زيادة فعالية استخدام العائلة للمسكن رغم وجود نشاط اجتماعي في فراغ الضيافة.

يذكر محمد النويصر أن من يملك أكثر من مدخل من الأشخاص غالبا ما يتركون باب الضيف مفتوحًا بعد الصلاة أو عندما يستقبلون الزوار. ويؤكد أن هذا النوع من السلوك يوحي بعمل عفوي وغير شفهي، حيث يدل على الترحيب والكرم من المالك [10]. يحدث هذا النوع من السلوك أيضًا في مناطق الخليج ومناطق أخرى من المملكة العربية السعودية [11, 12].  وفي واقع الأمر، وإن بدا هذا الفعل عفويا إلا أنه نابع من نظام خلّاق ومبتكر للحلول على المستوى الفردي والجماعي وهو نظام كامن ومستتر في البنية الذهنية للمجتمع وغير مدون، حيث يظهر عند الحاجة لتطوير حلول جديدة بناء على تطور تقاليد المجتمع عبر الزمن.  

ترك الباب مفتوحًا لها دلاله اجتماعية، يستخدم صاحب المنزل الباب كعنصر للتواصل "غير لفظي/ضمني" مع المجتمع لدعوتهم للزيارة وتقديم واجب الضيافة. عادةً ما يحدث هذا السلوك الاجتماعي على وتيرة يومية قبل وبعد الصلوات الخمس والاجتماعات العائلية وما إلى ذلك. وعادةً ما يذكر الزائر اسم المالك بصوت عالٍ ثم يدخل فراغ الضيوف كونه يعلم مسبقاً من وجود الباب المفتوح أن صاحب المنزل اتخذ بعض الخطوات الإجرائية للحفاظ على خصوصيه مسكنة وجيرانه أثناء استقبال الضيوف. وغالبا ما يجيب المالك بـ "حيّاك" (تفضّل، على الرحب والسعة). هذا السلوك الاجتماعي غير ممكن تطبيقه لولا وجود مبادئ أساسية ساهمت في تنظيم مدخل المسكن وارتباطه بفراغ الضيافة، وعلاقة هذا السلوك الاجتماعي بتوفير الخصوصية اللازمة للعائلة.

تجادل هذه الدراسة بأن هناك حدودًا لهذا الإجراء السلوكي عندما يشترك أفراد العائلة والضيوف في نفس المدخل. ولهذا السبب فإن السكان يرون أن المدخل الثاني يتمتع بمكانة اجتماعية أعلى، مما يمكّن الأشخاص الذين لديهم مدخل ثانٍ من استيعاب التزامات اجتماعية معينة وبكثافة أعلى. هذا لا يعني أن المباني ذات المدخل الواحد لا يمكن أن يكون لها هذا النوع من الضيافة السلوكية، ولكن كما تمت مناقشته، فقد تطورت آلية المدخل وفراغ الضيافة لاستيعاب الأنشطة الاجتماعية اليومية المعتادة داخل الحي، والذي يحتوي بالفعل على بدائل خارجية أخرى للتجمعات الاجتماعية كالمشراق في مراكز القرى والطرق النافذة، والصرحا في المساجد. وهذا هو سبب أهمية عدم مواجهة المداخل بعضها لبعض في المناطق الخاصة ذات الممرات الضيقة من أجل تأطير ثقافة الضيافة.

يتم التحكم في الفرق بين نوعي المدخل (الخاص للعائلة والعام للضيوف) من خلال موقع المسكن والاحتياجات الاجتماعية والثقافية الخاصة للفئات الاجتماعية المختلفة. حقيقة أن المدخل الثاني تم إنشاؤه لاستقبال العدد الكبير من الضيوف يمكن تفسيره بسبب كون نوع المدخل الواحد هو النمط الأكثر شيوعا في البيئة النجدية التقليدية، حيث إن غالبية السكان المحليين لا يستقبلون الضيوف بشكل يومي. وبدلاً من ذلك، فإنهم يتجمعون في الساحات الخارجية (على سبيل المثال، المشراق وهو مقعد خارجي، وقد طوره السكان لاستيعاب احتياجاتهم الاجتماعية والثقافية ضمن البيئة المبنية التقليدية في نجد) الموجودة في مناطق مختلفة في أحيائهم. وبالتالي شجعت هذه المبادئ الأشخاص ذوي المكانة الاجتماعية العالية على العيش في منازل بالقرب من الشوارع العامة لاستيعاب أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية من خلال إتاحة الفرصة لهم في تعزيز ثقافة الضيافة بشكل مرن ومستمر مع الحفاظ على خصوصية باقي سكان المنطقة.

5. أهمية عتبة المسكن في تنظيم استقبال الضيوف

في المملكة العربية السعودية، وفي البيئة النجدية التقليدية على وجه التحديد، هناك علاقة معقدة بين الضيافة وما يترتب عليها من الخصوصية. الحاجة إلى الموازنة بين الضرورتين الاجتماعيتين هي اعتبار طبيعي سبق أن تمت ملاحظته في عدد من الدراسات السابقة المتعلقة بالبيئة النجدية المبنية التقليدية [13-14]. بهذا المعنى، ترى هذه الدراسة أن مدخل الباب (الباب كعنصر) هو أحد أهم العناصر المعمارية التي تحقق التوازن بين خصوصية المالك والضيوف والأنشطة الخارجية المحيطة. المدخل كما هو في الدراسة، يمكن أن تكون له مواضع مختلفة، ويمكن أن تكون له أحجام مختلفة، ويمكن أن تكون له أعداد مختلفة (مدخل واحد أو اثنان) لضمان الخصوصية لمستخدميه مع دعم احتياجاتهم والتزاماتهم الاجتماعية التي تعزز من مفهوم الضيافة [15].

تتشكل العتبة في مستوى المسكن في صورة مساحة انتقالية تقع بالقرب من مدخل المسكن لفصل المساحة شبه الخاصة داخل المنزل (المجلس) والأكثر خصوصية (فناء الأسرة والغُرف). تُستخدم هذه المساحة في الغالب كمنطقة عازلة، وهي مقيدة بشكل أساسي من أي استخدامات بخلاف تسهيل الانتقال بين مجالين داخل المنزل كفراغ الضيافة وفناء المسكن[15, 16]. بهذه الطريقة، هذه المنطقة الانتقالية (العتبة) هي مساحة تم إنشاؤها لفصل فراغ الضيافة عن الفراغات الداخلية.

من خلال دراسة موقع فراغ الضيافة وعلاقته بمدخل المسكن، تم ملاحظة عنصرين داخليين مرتبطين دائماً بمدخل المسكن. وهما: "الممر الداخلي المشترك" و "الجدران الفاصلة". حيث كلا العنصرين موجود ويعتمد كل منهما على الآخر (الشكل 6). ولأن الخصوصية هي ضرورة دينية واجتماعية مهمة في مثل هذا السياق الثقافي [17]، فقد أثّر التمييز بين الإجراء المرغوب فيه (استقبال الضيف) والمستوى الفعلي للخصوصية على السكان لتطوير وإنشاء عناصر معمارية داخلية تساهم في ترغيب استقبال الضيوف لمختلف العلاقات الاجتماعية داخل المنزل. لذلك التنظيم الفراغي للمسكن وأهمية تموقع فراغ الضيافة بالقرب من مدخل المسكن يساهم في استيعاب مجالين في وقت واحد (الضيافة، والخصوصية).


الفاصل الجداري في فراغ العتبة لحماية خصوصية الفناء  | الجدران الفاصلة لحماية خصوصية المسكن من فراغ الضيافة |  مدخل داخلي مشترك

شكل 6 العناصر الداخلية المرتبطة بمدخل المسكن وفراغ الضيافة. المصدر: المؤلف

يؤدي النوعان من المداخل التي حددتها هذه الدراسة في المناقشة السابقة دورًا مهمًا في كيف ومتى تنشأ عناصر المدخل. نظرًا لكون كل نوع من المداخل له وظائف مختلفة في ظل الظروف المختلفة، العناصر هنا تعمل بطرق مختلفة لدعم ثقافة الضيافة. أهمية هذه العناصر المعمارية تكمن في توفير الاطمئنان للعائلة بعدم وجود اتصال بصري من فراغ الضيافة إلى داخل فراغات المسكن، من خلال توفير مسافة كافية وعمق بصري بين الفراغات الداخلية الخاصة والوصول الفعلي لفراغ الضيافة. وبهذا المعنى، فإن هذين العنصرين المعماريين ساهما في توليد عتبة داخلية (الدهريز)، تقع بالقرب من مدخل المسكن وبين الفراغات الداخلية الخاصة وفراغ الضيافة، مما جعل هذين العنصرين يظهران فقط بالقرب من مدخل المبنى لتنظيم الحركة داخل المسكن أثناء استقبال الضيوف. وبالتالي نلاحظ أن فراغ الضيافة له تأثير في تشكيل المسكن النجدي، حيث تم تصميمه وتموضعه بشكل يسمح بسهولة استقبال الضيوف وتوفير راحتهم (الشكل 7).

العتبات داخل المبنى تعتبر عنصراً ثابتاً يحافظ على الترتيب الهرمي للفراغات الداخلية ويحدد مستوى الخصوصية بين العائلة وفراغ الضيف وبين الفراغات العائلية الداخلية. حيث إن الظروف الثقافية التي ولّدت العلاقات الداخلية بين الأشكال المعمارية والمادية تدعم هذه العملية المستمرة لتعزيز ثقافة الضيافة في المجتمعات العربية. ترتبط هذه الفكرة بوجهة نظر هبراكن عندما يجادل بأن عملية تكوين الأشكال المعمارية والمادية تعبّر عن معنيين يمكن فهمهما من خلال الممارسة والقوى الجماعية (الإنتاج الاجتماعي)، وتعبيرها المادي (غير اللفظي) [18]. لذلك نجد أن بعض الأهالي في نجد يتركون الباب مفتوحاً كنوع من التعبير غير اللفظي للترحيب بالضيف، ذلك أصبح ممكناً بسبب علم المستضيف بوجود فراغ العتبة الذي ساهم في تنظيم خصوصية مسكنه ورحابة استقباله للضيف.

غالبا ما يحتوي مدخل الضيافة على زخارف جصية جمالية |  المدخل لغرفة الضيافة بشكل جانبي

شكل 7 كيفية تموقع وتشكل مدخل فراغ الضيافة. المصدر: المؤلف

لذلك استقبال الضيف في المسكن العربي يعد أمرًا مهمًا، حيث تم تصميم المسكن بحيث يتسع لاستضافة الضيوف برحابة، دون المساس بخصوصية المسكن وأفراد الأسرة. الأمر الذي سهل استعمال أجزاء محددة في المسكن لاستقبال الضيوف وتقديم الضيافة لهم، بما يضمن عدم اختراق خصوصية المسكن وأفراده.  لذلك فإن إنشاء عتبة داخلية (منطقة انتقالية) ضمن السياق الثقافي للبيئة النجدية التقليدية يخلق توازنًا للخصوصية بين المساحات الداخلية المختلفة. لقد نشأت مساحة العتبة بطريقتين مختلفتين: (1) من خلال إنشاء حواجز معمارية تحدّ بشكل صريح من الانتقال من فراغ الضيافة إلى الفراغات الخاصة باستخدام الجدران الفاصلة، و (2) من خلال تقديم فراغات متداخلة لإنشاء مساحة عتبة تعمل بشكل فعّال على الحد من أي اتصال بصري تجاه الفراغات الداخلية للمنزل.

ففي بعض الحالات، نجد هناك فصلاً بين الجزء الأمامي من المنزل عن الفناء الداخلي بمساحة انتقالية داخلية أخرى. أحيانًا تختفي هذه المساحات، خاصة إذا كان المنزل صغيرًا، وبشكل عام، يعتبر وجود هذه الحدود الفراغية أمرًا مهمًا في تحديد أنواع الحركة بين مساحات الأُسرة ومساحات الضيافة، كما أنه اجراء تنظيمي فراغي داخل المسكن يساهم في ترسيم الحدود بين الفراغات المخصصة للضيافة والفراغات الخاصة بالأسرة.

كما أن مفهوم العتبة الداخلية نشأ نتيجة لأهمية فراغ الضيافة في المسكن النجدي الذي كان له دور فعّال في التنظيم المكاني (فراغات المسكن) والمادي (العادات والتقاليد) على توجيه السكان لتنفيذ نفس العملية التنظيمية لفراغ الضيافة في جميع المساكن والذي ساهم في معرفة الضيف للآليات المتبعة عند زيارة مسكن ما. لذلك يجب أن ننظر إلى مفهوم العتبة كعملية مستمرة يستخدمها السكان المحليون لخلق بيئة مبنية متجانسة ساهمت في تعزيز ثقافة الضيافة. وبهذا المعنى، يمكن النظر إلى العتبة كفراغ معماري اشترك في تطوير المبادئ الاجتماعية لثقافة الضيافة في البيئة النجدية المبنية، وساعد السكان المحليين على إيجاد طرق مختلفة لدمج العنصر الحضري والبناء المعماري في أماكنها الصحيحة لتسهيل عملية استقبال الضيف بكل رحابة وسهولة.  فمن خلال فحص موقع العتبة داخل المسكن، تمت ملاحظة أن المساحة تظهر بأشكال وأنماط مختلفة. ومع ذلك، فإن الاختلاف يقتصر على المظهر المادي حيث ترتبط جميع جوانب التشكيل المختلفة للفراغ بكيفية عمل المدخل وآلية الوصول لفراغ الضيافة. من الممكن أيضًا القول إن تشكيل العتبة ارتبط بكيفية تموضع فراغ الضيافة داخل المسكن.

6. موقع فراغ الضيافة وأثره في تشكيل فراغ العتبة

يُعَد الممر الداخلي المشترك والجدران الفاصلة عناصر مادية مرتبطة بالوصول إلى المسكن وتجادل هذه الدراسة في أنها تؤثر على تنظيم الترتيب الفراغي للمساحات الداخلية والعكس صحيح. فهي تؤثر بشكل كبير على تشكيل مساحة العتبة والشكل الذي تتخذه، وذلك لأن الفراغات الداخلية التي تقع بالقرب من العتبة كفراغ الضيافة، وكيفية وصول الأشخاص -مثل مساحة المجلس- تؤثر على موقع وتشكيل مساحة العتبة داخل المسكن. لذلك نجد أن المساحات الداخلية المرتبطة بالعتبة هي في الغالب مساحات شبه خاصة داخل المسكن، في حين أن المساحات الخاصة بالعائلة أعمق ومنفصلة عن مساحة العتبة وفراغ الضيافة.، وبالتالي مساحة العتبة فارغة في الغالب وتعمل كمساحة انتقالية بين المدخل الرئيسي للمنزل وفراغ الضيافة الأكثر نشاطًا.

على سبيل المثال، تعتبر الضيافة في المملكة العربية السعودية عرفاً دينيا واجتماعيا يستند إلى القيم الإسلامية والاجتماعية المشتركة. يعتبر الباب الرئيسي والمدخل في المسكن التقليدي في غاية الأهمية ويستخدم كأداة لتوصيل إشارات ضمنية (غير لفظية) مثل: مدى الترحيب بالضيوف، ومدى خصوصية المنزل، وثروة صاحب المنزل [19]. لذلك، السُكان في نجد طالما كانوا يتركون الأبواب مفتوحة خلال النهار كوسيلة للتعبير عن الترحيب بالضيوف [20, 21].

يتطلب إبقاء الباب الرئيسي مفتوحاً حلولاً معمارية للتحكم في خصوصية الفراغات الداخلية للمسكن عن التعرض البصري الخارجي. يعد الممر الداخلي المشترك والجدران الفاصلة عناصر تم تطويرها بشكل أساسي لتمكين الأشخاص من الاتصال بالمجال الخارجي (الشارع) دون الكشف عن مساحاتهم الداخلية الخاصة (فراغات المسكن). لذلك، طور السكان مساحة العتبة (المنطقة الانتقالية) لاستيعاب الاحتياجات المختلفة (على سبيل المثال، طريقة الوصول للفناء وفراغ الضيافة).

من خلال دراسة سابقة لسوزان كينت، والتي قامت بتحديد ثلاثة عوامل -الجنس والعمر والوظيفة- مؤثرة على كيفية تفاعل الاحتياجات الاجتماعية في فراغات المسكن. تؤثر هذه العوامل على تكوين مساحات مقسمة تساهم في تنظيم هذه الاحتياجات بشكل مختلف في الثقافات المختلفة. وتجادل بأن كلاً من هذه العوامل قد تلعب دورًا في تشكيل تنظيم فضاء المسكن [22]. لتفسير أهمية دراسة كينت على البيئة النجدية التقليدية نجد أنه أثناء الدخول الى المسكن النجدي فإن أول فراغ يتم التعامل معه هو مساحة العتبة، والمجلس في حالات خاصة يتموقع في الطابق الأول. أدى وضع مساحة الضيف في الطابق الأول إلى وضع الدرَج بالقرب من الباب لمنع الضيوف من التعمق داخل المنزل. مع العلم أن المساحة شبه الخاصة (المجلس) تقع في منطقة معزولة في الطابق الأول لم تؤثر على موقع مساحة العتبة. كما أنها لم تؤثر على وجود العنصرين المرتبطين بها (الممر الداخلي المشترك والجدران الفاصلة) (الشكل 8).

شكل 8 الجوانب التنظيمية لفراغ الضيافة وعلاقته بالمدخل في المسكن النجدي. المصدر: المؤلف

الضيوف في هذه الحالة، لن يتعمقوا بالدخول داخل المسكن؛ بدلاً من ذلك، سيتوجهون مباشرة إلى الطابق الأول. ومع ذلك، لا يزال العنصران (الممر الداخلي المشترك والجدران الفاصلة) موجودين لضمان الحفاظ على درجة من الخصوصية بين المساحات شبه الخاصة (العتبة وفراغ الضيافة) والمساحات الخاصة (الفناء). وهذا مشابه لما تجادل به كينت حينما ذكرت مثلا أن الجنس والوظيفة يلعبان دوراً مهما في طريقة تفاعل فراغات المسكن مع الاحتياجات الاجتماعية، لذلك لعب عاملا فصل الجنسين والوظيفية الفراغية للضيافة أدوارًا مهمة في موقع مساحة العتبة وعلاقتها بتموقع فراغ الضيافة لاستقبال الضيوف في المسكن النجدي، والتي بدورها أثرت على تنظيم الترتيب الفراغي للمساحات الداخلية (على سبيل المثال، وضع الدرج بجوار المدخل لتسهيل عملية الوصول لفراغ الضيافة).

في مثال آخر إذا تم وضع المجلس في الطابق الأرضي (كما هي العادة في معظم الحالات) ومع علاقة مباشرة مع مدخل المسكن، فإن العنصرين المعماريين يظهران باستمرار بأسلوب متشابه. الاختلاف الوحيد الموجود في هذا المثال هو طريقة التشكيل لفراغ العتبة داخل المنزل لحجب الرؤية والحفاظ على المستوى المطلوب من الخصوصية أثناء استقبال الضيوف. هذا يعني أنه بغض النظر عن السبب الذي أدى إلى إنشاء مساحة العتبة، فإن العنصرين المعماريين دائمًا ما يكونان حاضرين لتنظيم عملية استقبال الضيوف.

لذلك نجد أن فراغ الضيافة (المجلس) عادةً ما يكون في الطابق الأرضي في معظم مساكن نجد، وذلك يعود لقلة المساكن النجدية التي تحتوي على طابقين. ومع ذلك، عندما ازدحمت البيئة العمرانية وانقسمت المنازل إلى وحدات أصغر، عمِد السكان في بعض الحالات إلى نقل مساحة المجلس إلى الطابق العلوي مع الحفاظ على موضع العتبة كما هو مذكور أعلاه. ولهذا السبب، مساحة العتبة هنا تلعب دور العازل لمساحات الأسرة الداخلية من أي اتصال بصري لكي يتسنى للمستضيف فتح الباب باستمرار لاستقبال الضيوف دون الحاجة لمراعاة خصوصية مسكنة بشكل مستمر في كل عملية استقبال. لاحظت هذه الدراسة في البلدات التقليدية أن مساحات الضيوف أكثر مرونة وأن السكان يقومون أحيانًا بتعديل ونقل مساحات الضيوف إلى الطابق الأعلى، لكن الأدوات (مساحات العتبة وعناصرها) تتحكم في المساحات الداخلية وتنظمها، وبالتالي فإن وجودها ثابت. هذا لأنها تعمل كأدوات رئيسية للترتيب الفراغي للمسكن وتنظيم عملية استقبال الضيوف.

7. الخلاصة والتوصيات

بعد فهم آلية العملية التنظيمية للوصول لفراغ الضيافة مسألة طالما ساهمت في تحديد ملامح ثقافة المسكن النجدي، وقد لاحظنا كيف ساهم إنشاء نوعين من المداخل لدعم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للسكان في ظهور عدة عناصر في المساحات الداخلية بالقرب من مدخل المسكن. تجادل هذه الدراسة بأن توليد هذه العناصر يساهم بشكل فعال في مستوى الخصوصية أثناء عملية الضيافة داخل المسكن، وقد مكّن ذلك من فهم أعمق لآلية عملية تنظيم الوصول، فضلاً عن تطور العناصر الداخلية للوصول (على سبيل المثال، مساحة العتبة) لفهم كيفية تأثيرها على تنظيم المساحات الداخلية في المباني النجدية لدعم المجالين داخل المبنى.

من خلال ما تم ذكره سابقا يمكن القول بأن مساحة العتبة والعناصر المعمارية التي تم تطويرها من قبل النجديين ساعدت في تأطير طرق استخدام فراغ الضيافة وعملية استقبال الضيوف داخل المسكن. ولكن على الرغم من أن الشكل المادي للعتبة قد يتغير من منزل لآخر، إلا أن المبدأ ظل كما هو في معظم مساكن نجد التقليدية. لذلك وجود نمط مستمر لآلية تموقع فراغ الضيافة داخل المسكن ساهم في تعزيز ثقافة الضيافة بين المجتمع المحلي من خلال فهم السكان للواجبات الاجتماعية المترتبة على عملية الضيافة وطريقة دخول المسكن. لذلك نجد أن المجتمع النجدي والسعودي بشكل عام يتسم بالضيافة وحسن الاستقبال، وذلك يعود إلى أن تطور مبادئ تصميمه للمسكن التقليدي مرتبطة بشكل مباشر بالتقاليد التي نشأت للتعبير عن ثقافة الترحيب بالضيف والتي بدورها ساهمت في تعزيز هذه الظاهرة المجتمعية. لذلك فراغ العتبة ليس اعتباطياً، وإنما تكمن أهمية هذه المساحة في ضمان تلبية الاحتياجات الاجتماعية والثقافية للأسرة مع منح السكان المحليين القدرة على الانتقال من الخارج إلى فراغ الضيافة دون التعرض لخصوصية الآخرين.

كانت دراسة المدخل وتأثير مساحة العتبة على تنظيم طرق استخدام فراغ الضيافة أمرًا بالغ الأهمية لفهم التوجهات التصميمية وراء كيفية هيكلة السكان للحركة داخل المسكن النجدي التقليدي وعلاقة هذه الحركة بعملية استقبال الضيوف وتشكيل المسكن في بيئة مجتمعية تتسم بخصوصية عالية. يمكن للدراسات المستقبلية التوسع في مفهوم الوصول لفراغ الضيافة وعلاقته بمساحة العتبة في النسيج الحضري والمساحات الداخلية لفراغات المسكن المعاصر في المملكة العربية السعودية ومدى تغير مفهوم الضيافة في الوقت الحاضر وأثره على تشكيل المسكن.

المراجع

[1] Alnaim, M.M. (2020) The hierarchical order of spaces in Arab traditional towns: The case of Najd, Saudi Arabia. World Journal of Engineering and Technology, 8, 347-366

[2] أخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم 273، والحاكم في مستدركه 613/2، وأحمد في مسنده 318/2، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى.

[3] عروة بن الورد بن زيد بن عبد الله العبسي من غطفان من شعراء الجاهلية (ت 30 ق.هـ)، 594 م، أنظر الأعلام للزركلي جـ4 صـ227.

[4] ديوان عروة بن الورد طبعة وازرة الثقافة والإرشاد 1966م القاهرة، صـ65.

[5] أخرجه: البخاري كتاب الأدب، بـاب إكـرام الضـيف وخدمتـه ايـاه بنفسـه (8/ 13) (6019)، ومســـلم كتـــاب الإيمـــان، بـــاب الحـــث علـــى إكـــرام الضـــيف والجـــار (5/ 138) (48) (14) و(15).

[6] عبدالله المطيري (2021). فلسفة الآخرية بين سارتر وليفيناس وبهجة الضيافة‎. دار مدارك للنشر.

[7] محمد إبراهيم الحمد. (2018). نوازل الضيافة. ‎دار الحضارة للنشر والتوزيع‎.

[8] Alnaim, M.M. (2020) The hierarchical order of spaces in Arab traditional towns: The case of Najd, Saudi Arabia. World Journal of Engineering and Technology, 8, 347-366.

[9] Akbar, J. (1981). Responsibility and The Traditional Muslim Built Environment. Unpublished PhD thesis, Massachusetts Institute of Technology, USA.

[10] محمد النويصر (1999). خصائص التراث العمراني في المملكة العربية السعودية حالة منطقة نجد. الدارة، المملكة العربية السعودية.

[11] Abu-Ghazzeh, T. (1994). Built form and Religion: underlying structures of Jeddah al-Qademah. International association for the study of traditional environments, traditional dwellings and settlements review, vol. 5, no. 2, pp. 49- 59.

[12] Al-Zubaidi, m. (2007). The sustainability potential of traditional architecture in the Arab world- with reference to domestic buildings in the UAE. Unpublished Phd thesis, university of Huddersfield, England.

[13] Alajmi, M. (2009). History of architecture in Kuwait: the evolution of Kuwaiti traditional architecture prior to the discovery of oil. unpublished Phd thesis, university of Nebraska, USA

[14] Al-Nowaiser, M. (1987). The conceptual role of the built environment on environmental experience in central Saudi Arabia. Journal of architectural and planning research, vol. 4, no. 3, pp. 181-198.

[15] Hakim, B. (1986). The “Urf” and its role in diversifying the architecture of traditional Islamic cities. journal of architectural and planning research, pp. 108-126.

[16] مشاري النعيم (2015). الفريج: طقوس واحتفالات البيت الشعبي بالأحساء بالمملكة العربية السعودية. التراث، المملكة العربية السعودية.

[17] Hakim, B. (1986). Arabic-Islamic Cities: building and planning principles. Kegan Paul international, London.

[18] Chan, Y. (2000). Privacy in the Family: Its hierarchical and asymmetric nature. Journal of Comparative Family Studies vol. 31, no. 1, pp. 1–17

[19] صالح الهذلول. (2016). التوعية بالتراث العمراني: شرح ذاتي، مجلة العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود.

[20] Alnaim, M. (2006). The home environment in Saudi Arabia and gulf state: Growth of identity crises and origin of identity. Crissma, vol. 1, Milano.

[21] Al-Soliman, T. (1991). Societal values and their effect on the built environment in Saudi Arabia: a recent account. Journal of architectural and planning research, Vol. 8, No. 3, pp. 235-254.

[22] Kent, S. (1991). Partitioning Space: cross-cultural factors influencing domestic spatial segmentation. sage social science collections, vol 23, no. 4, pp.438-473.

اطّلع على منشورات أخرى

تم تسجيلك .. ترقب ضوء معرفة مختلفة!
عذرًا، أعد المحاولة